من رسائل إبستين عن ترامب: «أنا الوحيد القادر على إسقاطه»
المؤشر 16-11-2025 لسنوات، سعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التقليل من صِلاته بجيفري إبستين، الممول والمدان بجرائم جنسية، والذي كان يتحرك لسنوات في الدوائر الاجتماعية نفسها مع ترامب في بالم بيتش ومانهاتن.
ووصف ترامب إبستين بأنه رجل رائع في عام 2002، ثم عاد لاحقاً ليؤكد أنه ليس من المعجبين به، مشيراً إلى أن خلافاً وقع بينهما قبل فترة طويلة من مواجهة إبستين أكثر مشكلاته القانونية خطورة.
رسائل جديدة تكشف تفاصيل إضافية
ظهرت دفعة جديدة من رسائل البريد الإلكتروني من ممتلكات إبستين، هذا الأسبوع عن لجنة الرقابة في مجلس النواب، تضيف تفاصيل جديدة إلى علاقة خضعت طويلاً للتدقيق.
ولا تعيد الرسائل المفرج عنها حديثاً كتابة التاريخ المعروف بين ترامب وإبستين، لكنها تقدم ثلاثة عناصر جديدة بارزة
العنصر الأول
ادعاء إبستين أن ترامب قضى ساعات مع إحدى ضحايا الاتجار والاغتصاب داخل منزله، والتي حددها الجمهوريون في مجلس النواب الأربعاء بأنها الراحلة فيرجينيا جوفري، إحدى أبرز ضحايا إبستين.
وتوفيت جوفري منتحرة في أبريل، لم تتهم ترامب بأي خطأ في كتابها أو تصريحاتها العامة
وكان إبستين يشير إلى ترامب في رسالة بريد إلكتروني عام 2011 مع شريكته منذ فترة طويلة غيسلين ماكسويل، التي أدينت بالاتجار الجنسي بعد وفاة إبستين عام 2019
العنصر الثاني
تأكيد إبستين أن ترامب كان يعرف بشأن الفتيات، في إشارة على ما يبدو إلى ادعاء ترامب بأنه طرد إبستين من نادي مارالاغو بسبب استدراجه فتيات صغيرات يعملن هناك.
العنصر الثالث
ففي مارس آذار 2018 كتب إبستين: أخبرت الجميع منذ اليوم الأول، شر يفوق الخيال، ومجنون، ويشعر بالوحدة، ومختل.
وكتب شخص مجهول الهوية بعد عدة أشهر في رسالة نصية إلى إبستين، وكان اسم المستلِم محجوباً: سيزول كل هذا، إنهم يحاولون فقط إسقاط ترامب ويفعلون كل ما بوسعهم لتحقيق ذلك.
فأجاب إبستين: نعم شكراً، إنه أمر جنوني، لأنني أنا القادر على إسقاطه.
اهتمام إبستين المتواصل بترامب
أظهر استعراض شبكة CNN لآلاف الصفحات من رسائل إبستين الإلكترونية أن ترامب كان من الشخصيات التي كان يعود إليها باستمرار.
فخلال مراسلاته مع محامين وصحفيين وجهات اتصال في الأعمال ومعارف، كان إبستين يذكر ترامب مراراً، أحياناً لتحليل سلوكه، وأحياناً للنميمة، وأحياناً ليقدّم نفسه كشخص لديه بصيرة نادرة في شخصية الرجل الذي أصبح رئيساً.
وتوحي الرسائل بأن ترامب ظل هاجساً لدى إبستين، إذ ذُكر مرات عديدة على مدى ما يقرب من عقد، بما في ذلك بعد فترة طويلة من انتهاء صداقتهما.
تفسيرات ورسائل إضافية
في رسالة عام 2011 لماكسويل، وصف إبستين ترامب بأنه الكلب الذي لم ينبح، من غير الواضح ما الذي كان يشير إليه.
وفي ديسمبر 2015، كتب إبستين إلى المؤلف مايكل وولف حول كيفية تعامل ترامب مع الأسئلة المتعلقة بعلاقته السابقة مع إبستين، وكان ترامب حينها يخوض سباق الرئاسة.
وفي فبراير 2017، كتب إبستين في رسالة إلى وزير الخزانة الأميركي الأسبق لاري سامرز: لقد قابلت بعض الأشخاص السيئين للغاية، ولا أحد أسوأ من ترامب، لا توجد خلية محترمة واحدة في جسده، نعم إنه خطير.
موقف البيت الأبيض
رفض البيت الأبيض بقوة الإيحاء بأن ترامب كان على علم بأنشطة إبستين.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرسائل لا تثبت شيئاً على الإطلاق، وكررت ما قاله البيت الأبيض إن ترامب طرد إبستين من نادي مارالاغو، وهي نقطة يبدو أن إبستين أشار إليها في الرسائل الجديدة.
وكتب إبستين في يناير 2019: ترامب قال إنه طلب مني الاستقالة، لم أكن عضواً قط.
ترامب يرد ويطالب بتحقيق
يوم الجمعة، اتهم ترامب الديمقراطيين بمحاولة إعادة إحياء الاهتمام بصِلاته السابقة مع إبستين، وقال إنه سيطلب من المدعي العام بام بوندي التحقيق في علاقات إبستين مع شخصيات بارزة أخرى.
وكتب ترامب على منصة تروث سوشيال: سأطلب من المدعي العام بام بوندي ووزارة العدل ومعهم الوطنيين الرائعين في مكتب التحقيقات الفيدرالي التحقيق في تورط جيفري إبستين وعلاقاته مع بيل كلينتون ولاري سامرز وريد هوفمان وجي بي مورغان وتشيس والعديد من الأشخاص والمؤسسات الأخرى لمعرفة ما كان يجري بينهم وبينه.
صداقتهما في الدوائر الاجتماعية الراقية
تحرك الاثنان في الدوائر نفسها في بالم بيتش ومانهاتن خلال التسعينيات وبداية الألفية، حيث سافرا معاً على طائرات خاصة، وحضرا حفلات في مارالاغو، وظهرا في عروض أزياء فيكتوريا سيكريت.
وتوثقت صداقتهما في سجلات الرحلات، ورسائل الهاتف، والصور والفيديو، وفي عام 1993، حضر إبستين حفل زفاف ترامب على مارلا مابلز، وفقاً لصور كشفتها شبكة CNN.
وتُظهر الصور الجديدة أن جيفري إبستين حضر حفل زفاف ترامب في 1993.
ووصف إبستين ترامب ذات مرة بأنه أقرب أصدقائه لمدة 10 سنوات، وهو توصيف أكده عدد من الأشخاص في محيطهما.
ووصف ترامب إبستين لاحقاً بأنه غريب الأطوار" وطرده من ناديه، وبحلول عام 2004، شهد الاثنان خلافاً معروفاً، يقال إنه مرتبط بنزاع حول قصر في بالم بيتش أراد كلاهما شراؤه في مزاد.
وقد نُسب هذا النزاع طويلاً، رغم أن تفاصيله الدقيقة لا تزال غامضة، إليهما كسبب لابتعاد ترامب عن إبستين قبل سنوات من اعتقال الأخير.
في رواية لاحقة، قال ترامب إنه أنهى علاقته بإبستين لأن الأخير «سرق أشخاصاً كانوا يعملون لدي» في مارالاغو، وذلك في تصريحات للصحفيين في يوليو.
ومن الواضح أنه بحلول فترة رئاسته، كانت نظرته لصديقه السابق قد تغيرت بالكامل.
تقييمات إبستين الصريحة لترامب
في رسائل تعود لعامي 2017 و2018، وصف إبستين ترامب بأنه مجنون تماماً، وتكهّن بأنه ربما يظهر علامات خرف مبكر، ووصفه بأنه مهووس، وشبّهه بزعماء المافيا، ورد بكلمة بديهي عندما أشار أحدهم إلى أن ترامب غبي حقاً، وأضاف أنه «على حافة الجنون».
وفي رسالة بريد إلكتروني عام 2018 كتب: إنه يشعر بالوحدة، وهو مجنون، قلت للجميع ذلك منذ اليوم الأول، شرير بما لا يُصدق، ومختل، ومعظم الناس اعتقدوا أنني أتحدث مجازاً، من الواضح أنه قد ينهار، ستورمي دانيلز؟ أكاذيب وراء أكاذيب وراء أكاذيب.
المستقبل السياسي للرسائل
لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الرسائل ستغير شيئاً سياسياً.
لكن الأسبوع المقبل، من المقرر أن يصوت مجلس النواب على ما إذا كان سيُجبر على الإفراج الكامل عن ملفات إضافية تتعلق بإبستين، وهو تشريع يحتاج أيضاً إلى موافقة مجلس الشيوخ وتوقيع الرئيس قبل أن يصبح نافذاً، ما قد يكشف المزيد من الماضي بين الرجلين أمام العلن.



