أميركا الجنوبية كلمة السر في إمدادات النفط خارج أوبك+ حتى 2030

أميركا الجنوبية كلمة السر في إمدادات النفط خارج أوبك+ حتى 2030

المؤشر 09-11-2025   تتوقع شركة ريستاد إنرجي لتحليلات الطاقة أن تكون دول أميركا الجنوبية المحرك الرئيسي لإمدادات النفط من خارج أوبك+ حتى عام 2030.

وقالت نائبة الرئيس لأبحاث النفط في «ريستاد إنرجي»، راديكا بانسال، إن ما يقارب 60% من الكميات التقليدية قيد التطوير والمكتشفة أي ما يقارب 5.9 مليون برميل يومياً ستأتي من منتجين من خارج أوبك+ حتى عام 2030 «فمن المتوقع أن تقود أميركا الجنوبية نمو الإمدادات هذا العام بإضافة أكثر من 560 ألف برميل يومياً من النفط الخام والمكثفات، تليها أميركا الشمالية بنحو 480 ألف برميل يومياً».

وأضافت بانسال، أنه بحلول عام 2026، من المتوقع أن تتجاوز الإضافات من أميركا الجنوبية 750 ألف برميل يومياً، «لتبقى المنطقة بين القلائل التي تسجل زيادات تتجاوز 500 ألف برميل يومياً إلى جانب الشرق الأوسط (خارج أوبك+)، ما يجعلها محركاً رئيسياً لنمو الإمدادات من خارج أوبك+».

ومن المتوقع أن يبقى الطلب العالمي على النفط قوياً طوال ثلاثينيات القرن الحالي، ما سيضع ضغطاً على الحقول المنتجة حالياً للحفاظ على وتيرة الإمدادات.

وتشير «ريستاد إنرجي» إلى أن الطلب العالمي على السوائل سيبلغ ذروته في أوائل ثلاثينيات القرن الحالي عند نحو 107 ملايين برميل يومياً، وسيظل فوق مستوى 100 مليون برميل يومياً حتى أربعينيات القرن، قبل أن ينخفض تدريجياً إلى نحو 75 مليون برميل يومياً بحلول عام 2050.

وترى ريستاد إنرجي، أن الإمدادات من خارج أوبك+ ستلعب دوراً محورياً في موازنة السوق، مع قيام أميركا الجنوبية بدور مركزي من خلال تقديم براميل منخفضة التكلفة حتى في ظل الأسعار المنخفضة، ما يعوض تباطؤ نمو النفط الصخري في الولايات المتحدة، «حيث من المتوقع أن تنتج الآبار الحالية أقل من نصف إنتاجها الحالي بحلول عام 2030، ما يؤكد الحاجة إلى استمرار الاستثمار في الحقول الجديدة والقائمة معاً، بينما يمكن إدخال كميات إضافية إلى السوق، ستظل الحقول المكتشفة وغير المطوّرة مصدراً مهماً للإمدادات حتى منتصف ثلاثينيات القرن».

وتقول ريستاد إنرجي، إنه رغم احتمال مرور السوق بفترة قصيرة من فائض المعروض، فإن المخاطر التشغيلية قد تؤدي إلى تأخير الجداول الزمنية للمشاريع، «حيث تُعدّ أميركا الجنوبية في موقع جيد لتقديم براميل تنافسية للسوق العالمية بفضل نجاحها في مشاريع المياه العميقة، ومع التطلع إلى المستقبل سيظل الاستثمار المستمر والتركيز الأقوى على تطوير المياه العميقة أمرين حاسمين مع اتساع فجوة الإمدادات بعد منتصف ثلاثينيات القرن».

وقد بلغ إجمالي استثمارات الشركات في حقول النفط بأميركا الجنوبية أكثر من 46 مليار دولار العام الماضي، وهو أعلى مستوى منذ عام 2015، «ومن المنتظر أن ترتفع الاستثمارات هذا العام بنسبة 10% قبل أن تستقر قرب 50 مليار دولار خلال العقد المقبل».

وتتوقع أوبك استمرار نمو الاقتصاد العالمي بوتيرة قوية، لتبقي على تقديراتها السابقة بأن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً في 2025، وبوتيرة أعلى قليلاً في 2026.

كانت منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) وشركاؤها ضمن تحالف «أوبك+» اتفقت على زيادة إنتاجهم بنحو 137 ألف برميل يومياً في ديسمبر، مع التوقف عن أي زيادات إضافية خلال الربع الأول من 2026.