تراجع حاد في صادرات الصين خلال أكتوبر.. التوترات التجارية مع واشنطن تكبح النمو

المؤشر 08-11-2025  تراجعت صادرات الصين بشكل غير متوقع في أكتوبر/تشرين الأول، لتسجل أول انخفاض منذ أشهر من الأداء القوي، في ظل استمرار التوترات التجارية مع الولايات المتحدة وتباطؤ الطلب العالمي.

فقد أظهرت بيانات الجمارك الصينية، أن شحنات التصدير من ثاني أكبر اقتصاد في العالم تراجعت بنسبة 1.1% خلال أكتوبر، وهو أسوأ أداء منذ فبراير/شباط، مقارنة بارتفاع بلغ 8.3% في سبتمبر/أيلول، في حين كانت التوقعات تشير إلى نمو بنحو 3% وفق استطلاع لوكالة رويترز.

ويُعزى هذا التراجع جزئياً إلى أساس المقارنة المرتفع، إذ كانت صادرات أكتوبر من العام الماضي قد سجلت نمواً قياسياً عندما سارعت المصانع الصينية إلى زيادة شحناتها للأسواق العالمية تحسباً لعودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وما قد يترتب على ذلك من رسوم جمركية إضافية.

وتُظهر البيانات أن الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 25.17% على أساس سنوي، بينما حققت الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي واقتصادات جنوب شرق آسيا نمواً طفيفاً بلغ 0.9% و8.9% على التوالي، في ظل سعي بكين إلى تنويع شركائها التجاريين وتقليص الاعتماد على السوق الأميركية.

ويرى محللون أن خسارة الصين جزءاً من حصتها في السوق الأميركية خفّضت نمو الصادرات بنحو نقطتين مئويتين، أي ما يعادل نحو 0.3% من الناتج المحلي الإجمالي.

وتأتي هذه التطورات في وقت تشير فيه مؤشرات أخرى إلى فقدان الاقتصاد الصيني زخمه، إذ انخفض مؤشر مديري المشتريات الصناعي إلى أدنى مستوياته في ستة أشهر، ما يعكس تباطؤاً في الطلبيات الجديدة وتراجع الطلب الخارجي، بعد أن استوردت الأسواق العالمية كميات كبيرة من السلع الصينية في الأشهر الماضية.

وكانت التوترات التجارية بين بكين وواشنطن قد تصاعدت مطلع أكتوبر بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على البضائع الصينية، رداً على تشديد الصين قيود تصدير المعادن الأرضية النادرة. غير أن الأجواء هدأت بعد لقاء جمع ترامب بالرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، حيث اتفق الجانبان على تمديد الهدنة التجارية لعام إضافي، بعدما كان من المقرر أن تنتهي في 10 نوفمبر/تشرين الثاني.

وعلى الصعيد المحلي، لا يزال ضعف الطلب الداخلي يشكل تحدياً أمام الاقتصاد الصيني، إذ أظهرت البيانات أن الواردات نمت بنسبة 1% فقط خلال أكتوبر، وهي أبطأ وتيرة في خمسة أشهر، مقارنة بنمو بلغ 7.4% في سبتمبر وتوقعات بارتفاع قدره 3.2%.

أما الفائض التجاري للصين فقد بلغ 90.07 مليار دولار في أكتوبر، مقارنة بـ90.45 مليار دولار في الشهر السابق، وجاء دون التقديرات التي كانت تشير إلى 95.6 مليار دولار، في إشارة إلى أن التحديات أمام الصادرات الصينية لا تزال قائمة وسط بيئة تجارية عالمية مضطربة.