تحول تاريخي في 2025.. نهاية هيمنة النفط وبداية عصر الإلكترون
المؤشر 02-11-2025 تشهد منظومة الطاقة العالمية تحولاً جذرياً نحو عصر جديد يعتمد على الكهرباء كمصدر رئيسي للطاقة بدلاً من الوقود الأحفوري التقليدي.
وارتفعت حصة مصادر الطاقة الجديدة من نحو 9% من إجمالي الطاقة الأولية في عام 2015 إلى أكثر من 14% في 2025، في واحدة من أسرع التحولات الهيكلية في تاريخ الطاقة الحديث، بحسب تقرير «السيناريوهات العالمية للطاقة 2025» الصادر عن شركة ريستاد إنرج
خمسة مسارات تحدد آفاق الطاقة المستقبلية
يتناول التقرير خمسة سيناريوهات لمستقبل منظومة الطاقة العالمية، تشمل الالتزامات الوطنية الحالية ورؤية «ريستاد إنرجي»، إضافة إلى ثلاثة مسارات متوافقة مع أهداف الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) عند مستويات حرارة 1.6 و1.9 و2.2 درجة مئوية.
ويعتمد التحليل على نموذج الطاقة العالمي الخاص بريستاد إنرجي، الذي يشمل بيانات من 217 دولة وأكثر من 60 قطاعاً اقتصادياً و70 مصدراً للطاقة.
ويتوقع التقرير أن تبلغ الانبعاثات ذروتها قريباً قبل أن تبدأ بالانخفاض، فيما يتطلب الوصول إلى هدف 1.6 درجة مئوية تسريع الاستثمار في الطاقة النظيفة وتعزيز التنسيق الدولي.
كفاءة أعلى.. إنتاج طاقة أكبر بخسائر أقل
يشير التقرير إلى أن أكثر من نصف الطاقة الأولية المنتجة عالمياً تُهدر قبل أن تُستخدم فعلياً، ما يبرز الحاجة إلى أنظمة أكثر كفاءة.
ومع استمرار التحول نحو الكهرباء والطاقة المتجددة، يتوقع أن ترتفع كفاءة منظومة الطاقة بحيث تُنتج كميات أكبر من الطاقة المفيدة بأقل فقد ممكن، وهو ما يُعتبر أساساً لعصر الطاقة الجديد القائم على الإلكترونات النظيفة.
الطاقة المتجددة تشكل العمود الفقري للنمو
تتصدر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتخزين البطاريات موجة النمو في قطاع الطاقة العالمي، حيث تحقق معدلات توسع غير مسبوقة.
وتؤكد «ريستاد إنرجي» أن هذه التقنيات الثلاث تُعيد رسم خريطة إنتاج الكهرباء عالمياً، وتمنح الشبكات مرونة واستقراراً أكبر.
ثلاث مهام رئيسية لعصر الطاقة المقبل
يحدد التقرير ثلاث أولويات رئيسية لتحقيق الحياد الكربوني (صفر انبعاثات):
تنظيف وتوسيع قطاع الكهرباء.
كهربة القطاعات الاستهلاكية المختلفة.
معالجة الانبعاثات المتبقية.
ويُعدّ قطاع الكهرباء الأسرع في خفض الانبعاثات، بينما تمثل الكهربة الأوسع نطاقاً التحول الأعمق في الاقتصاد العالمي.
التزامات الدول تغير مسار الانبعاثات
يقدّم التقرير هذا العام سيناريو NDC الذي يعكس تأثير تعهدات الدول المناخية ضمن اتفاق باريس.
ويُظهر التحليل الفجوة المتزايدة بين الطموح والواقع العملي، رغم الالتزامات الواسعة لخفض الانبعاثات.
ويشير التقرير إلى تحول استثماري كبير، إذ تتجاوز الاستثمارات في الطاقة النظيفة نظيرتها في النفط والغاز بحلول عام 2025، ما يمثل نقطة تحول هيكلية في تمويل قطاع الطاقة العالمي.
فقد تضاعفت استثمارات الطاقة منخفضة الكربون ثلاث مرات خلال العقد الأخير، في حين بقيت استثمارات الوقود الأحفوري مستقرة، ما يعكس توجه رأس المال نحو البنية التحتية للطاقة المتجددة وشبكات الكهرباء التي تُعد عنصراً أساسياً في التحول العالمي.



