عقوبات ترامب تستهدف مصدر تمويل الحرب لروسيا.. فهل تنجح خطته؟
المؤشر 25-10-2025 بعد تسعة أشهر من محاولات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إقناع روسيا بتقديم تنازلات عبر الحوافز الدبلوماسية، من خلال محادثات إصلاح العلاقات الثنائية أو التحضير لقمة كبرى في الأراضي الأميركية، أعلنت الإدارة الأميركية، في تحول غير متوقع، فرض «عقوبات ضخمة» على أكبر شركتين نفطيتين في روسيا.
قبل أسبوع فقط، كان ترامب قد تراجع عن تزويد أوكرانيا بصواريخ «توماهوك» بعيدة المدى عقب مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي حصل خلالها على دعوة لقمة ثانية في بودابست.
إلا أن إصرار موسكو على مناقشة ما تصفه بـالأسباب الجذرية للصراع دفع البيت الأبيض إلى التراجع، إذ قال ترامب الأربعاء إنه لا يريد «إضاعة الوقت» في قمة جديدة، رغم تركه الباب مفتوحاً لاحقاً بقوله: سنفعل ذلك في المستقبل.
تصاعد الإحباط داخل البيت الأبيض
تزايدت مؤشرات الإحباط لدى ترامب من موسكو خلال الأشهر الماضية، بعدما تبيّن أن «قمة ألاسكا» لم تنجح في كبح العنف المتصاعد في أوكرانيا.
وبدأ ترامب في تغيير موقفه من الهجمات الأوكرانية داخل العمق الروسي، إذ سمح بزيادة تبادل المعلومات الاستخباراتية لمساعدة كييف في استهداف منشآت عسكرية ونفطية داخل روسيا، وفقاً لمصادر تحدثت إلى شبكة «CNN»
العقوبات تُفاجئ الأسواق والخبراء
ورغم تهديدات ترامب السابقة بفرض عقوبات مشددة على موسكو التي لم تُترجم إلى أفعال، فإن قراره المفاجئ الأربعاء بفرض عقوبات على عملاقي النفط الروسيين أثار دهشة المراقبين.
وقالت ماريا شاغينا، الباحثة البارزة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: كان الأمر مفاجئاً لأن هناك دائماً فجوة بين خطاب ترامب وأفعاله، وأضافت يبدو أن روسيا قد تجاوزت حدودها، وصبر ترامب بدأ ينفد.
تفاصيل العقوبات الجديدة
العقوبات هي الأولى من نوعها التي يفرضها ترامب على روسيا منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، رغم أن إدارته كانت قد فرضت في أغسطس تعريفات عقابية على الهند بسبب مشترياتها من النفط الروسي.
وتشمل العقوبات تجميد أصول شركتي «روسنفت» و«لوك أويل» وعشرات الشركات التابعة لهما في الولايات المتحدة، مع حظر تعامل الكيانات الأميركية معهما. ويرى محللون أن استهداف الشركتين يمثل تحولاً جوهرياً، إذ تشكلان معاً نحو نصف صادرات النفط الروسي وفقاً لـ«آر بي سي كابيتال ماركتس».
سياق المقارنة مع إدارة بايدن
كانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قد استهدفت في يناير شركتي «غازبروم نفط» و«سورغوت نفتي غاز»، وهما ثالث ورابع أكبر المنتجين في روسيا، لكنها تجنبت المساس بـ«روسنفت» و«لوك أويل» خشية اضطراب الإمدادات العالمية وارتفاع الأسعار.
وفي مذكرة مساء الأربعاء، وصفت هليما كروفت، رئيسة استراتيجية السلع في «آر بي سي»، عقوبات ترامب بأنها «الخطوة الأهم حتى الآن لإغلاق الصراف الآلي الروسي الممول للحرب».
تنسيق غربي غير مسبوق في عهد ترامب
ويُعد التنسيق الحالي مع الحلفاء في «ناتو» سابقة في الولاية الثانية لترامب، بعد أن كان هذا النهج معتاداً خلال إدارة بايدن، فقبل أسبوع وسّعت المملكة المتحدة عقوباتها لتشمل روسنفت ولوك أويل.
كما أقرّ الاتحاد الأوروبي الأربعاء حزمة العقوبات التاسعة عشرة التي تضمنت حظراً كاملاً للمعاملات مع روسنفت، واستهدفت وحدة «ليتاسكو» التابعة لـ«لوك أويل» في الإمارات، بوصفها أحد أبرز أدوات الأسطول الظل للشركة.
تأثير العقوبات على الاقتصاد الروسي
ما زال مدى تأثير هذه العقوبات على الاقتصاد الروسي موضع نقاش بين الخبراء، إذ ترى شاغينا أن الخطوة تأتي في لحظة ضعف بالنسبة لموسكو التي تواجه مزيجاً من العقوبات الغربية والهجمات الأوكرانية على منشآتها النفطية، والتي تصفها بالعقوبات المادية.



