هولندا بين واشنطن وبكين.. ما قصة تورطها في الصراع التكنولوجي العالمي؟

هولندا بين واشنطن وبكين.. ما قصة تورطها في الصراع التكنولوجي العالمي؟

المؤشر 15-10-2025  أعلنت الحكومة الهولندية سيطرتها على شركة نيكسپيريا لصناعة الرقائق الإلكترونية، المملوكة بالكامل لشركة صينية، بعد ضغوط مباشرة من واشنطن.

تعكس الخطوة، التي وصفت بـ«الاستثنائية»، إلى أي مدى أصبحت صناعة أشباه الموصلات نقطة ارتكاز في الحرب التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين.

تنتج نيكسپيريا، ومقرها مدينة نايميخن الهولندية، رقائق منخفضة الكلفة تستخدم في الإلكترونيات الاستهلاكية والسيارات والصناعات المختلفة، كما تدير مصانع في ألمانيا والمملكة المتحدة.

ضغوط أميركية و«قائمة الكيانات»

أظهرت وثائق محكمة الاستئناف في أمستردام أن مسؤولين أميركيين أبلغوا الحكومة الهولندية بضرورة إبعاد الرئيس التنفيذي للشركة تشانغ شيوي تشنغ إذا أرادت نيكسپيريا تفادي إدراجها على «قائمة الكيانات» الأميركية، التي تفرض قيوداً صارمة على التصدير للشركات المصنفة كتهديد للأمن القومي أو المصالح الخارجية.

 

جاء القرار بعد أن وسعت وزارة التجارة الأميركية في سبتمبر أيلول الماضي نطاق القائمة لتشمل أي شركة تابعة بنسبة 50% أو أكثر لشركة مدرجة أصلاً عليها، وهو ما طال نيكسپيريا باعتبارها مملوكة بالكامل لشركة وينغ تك الصينية.

ردود الفعل الصينية

اعتبرت بكين الخطوة جزءاً من تضييق متواصل، وردت بفرض قيود على صادرات المعادن النادرة، ما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهديد الصين برسوم جمركية جديدة.

أما شركة وينغ تك، فقد وصفت قرار أمستردام بأنه «تدخل مفرط قائم على دوافع سياسية»، وأكدت أنها ستستخدم جميع الوسائل القانونية والدبلوماسية للطعن فيه.

هاجمت صحيفة غلوبال تايمز التابعة للحزب الشيوعي الصيني الحكومة الهولندية في افتتاحية، واعتبرت الإجراء «مضايقة خطيرة» و«انتهاكاً صارخاً للقواعد الدولية».

مبررات هولندا

بررت وزارة الاقتصاد الهولندية الاستحواذ بوجود «إخفاقات جسيمة في الحوكمة» لدى نيكسپيريا، مؤكدة أن الهدف هو ضمان عدم تعطل إنتاج مكونات حيوية قد تكون مطلوبة بشكل عاجل للصناعة الأوروبية.

فرضت الحكومة قيوداً مباشرة على الشركة، منها منعها من نقل أصول أو اتخاذ قرارات استراتيجية دون إذن رسمي، على أن يستمر هذا التدخل مدة عام واحد قابل للتجديد.

التداعيات الأوروبية والدولية

تضع أزمة نيكسپيريا أوروبا أمام تحدٍ مزدوج، من جهة الحاجة إلى تأمين سلسلة توريد الرقائق الحيوية لاقتصادها، ومن جهة أخرى ضغوط واشنطن المتزايدة للتماهي مع سياساتها تجاه الصين.

يعكس هذا الموقف تعقيدات الحرب التكنولوجية العالمية، إذ لم تعد المعركة مقتصرة على واشنطن وبكين، بل صارت تشرك شركاء أوروبيين في مواجهة معضلة «الحياد المستحيل».