من الهواتف إلى الصواريخ.. كيف أصبحت العناصر النادرة سلاحاً اقتصادياً؟

من الهواتف إلى الصواريخ.. كيف أصبحت العناصر النادرة سلاحاً اقتصادياً؟

المؤشر 12-10-2025   أصبحت العناصر الأرضية النادرة محوراً رئيسياً في المواجهة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين.

فمع إعلان بكين يوم الخميس عن توسيع قيود تصدير هذه المعادن، رد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتهديد بإجراءات اقتصادية مضادة، ملمحاً إلى احتمال إلغاء لقائه مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال قمة آبيك في كوريا الجنوبية هذا الشهر

ما العناصر النادرة؟

رغم تسميتها «نادرة»، فإن هذه المعادن، وعددها 17 عنصراً بينها سكانديوم وإيتريوم وعناصر اللانثانيدات، موجودة بوفرة في قشرة الأرض، لكنها مكلفة وصعبة المعالجة وتلحق ضرراً بيئياً عند استخراجها.

تستخدم في الهواتف الذكية والتوربينات الهوائية والشاشات المسطحة والبطاريات الكهربائية وأجهزة الرنين المغناطيسي، وحتى العلاجات الطبية. والأهم أنها تدخل في صناعات عسكرية أميركية حساسة مثل مقاتلات F-35، والغواصات والأقمار الصناعية وصواريخ توماهوك.

 

هيمنة صينية شبه كاملة

تشير بيانات الوكالة الدولية للطاقة إلى أن الصين تمثل 61% من الإنتاج العالمي للعناصر النادرة، وتتحكم في 92% من عمليات المعالجة.

بينما لا تملك الولايات المتحدة سوى منجم واحد عامل في كاليفورنيا (ماونتن باس)، لكنها تفتقر إلى قدرات فصل العناصر الثقيلة، ما يجعلها تعتمد على الصين.

قيود متصاعدة

في أحدث خطوة، أضافت بكين خمسة عناصر جديدة إلى قائمة الرقابة تشمل الهولميوم والإربيوم والثوليوم واليوروبيوم والإيتربيوم، إضافة إلى المواد والمغناطيسات المشتقة منها، ليرتفع العدد الإجمالي للعناصر الخاضعة للقيود إلى 12 عنصراً.

كما فرضت تراخيص لتصدير تقنيات المعالجة نفسها.

هذه التحركات تعد تصعيداً دراماتيكياً في النزاع التجاري، خصوصاً أن الصين كانت قد أبقت على قيودها السابقة رغم اتفاق هدنة في جنيف، وهو ما أثار غضب ترامب.

أهمية استراتيجية

بين عامي 2020 و2023، جاءت 70% من واردات الولايات المتحدة من مركبات ومعادن العناصر النادرة من الصين، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، ويجعل هذا الاعتماد أي قرار صيني سلاحاً فعالاً في المواجهة.

ترامب كتب على تروث سوشال «سأكون مضطراً لمواجهة هذه الخطوة مالياً»، مضيفاً أن «لكل عنصر احتكرته الصين، لدينا بديلان».