البيت الأبيض يجمّد 28 مليار دولار ويسرح آلاف الموظفين بسبب الإغلاق الحكومي
المرشر 11-10-2025 قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الديمقراطيين هم السبب وراء قراره بفصل آلاف الموظفين في الحكومة الأميركية، بعد أن نفذ تهديده بتقليص القوى العاملة الفيدرالية أثناء إغلاق الحكومة.
وبدأت عمليات التسريح في عدة وزارات وهيئات حكومية، من بينها وزارة الخزانة، ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية، ووزارة التعليم، ووزارة التجارة، وإدارة الأمن الداخلي (قسم الأمن السيبراني)، وفقاً لتصريحات المسؤولين الرسميين في هذه الجهات، ولم يتضح على الفور العدد الإجمالي للموظفين الذين شملتهم التسريحات
كان نحو 300,000 موظف مدني اتحادي قد أُبلغوا سابقاً بترك وظائفهم هذا العام ضمن حملة تقليص الوظائف التي أطلقها ترامب في وقت سابق من العام.
ترامب: التسريحات مرتبطة بالديمقراطيين
قال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي: «الديمقراطيون بدؤوا هذا النزاع»، ووصف التسريحات بأنها تستهدف بشكل أساسي الموظفين المرتبطين بالديمقراطيين.
يمتلك الجمهوريون في الكونغرس أغلبية في كلا المجلسين، لكنهم بحاجة إلى أصوات الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لتمرير أي قانون يمول الحكومة.
ويصرُّ الديمقراطيون على ربط أي تمويل للحكومة بتمديد دعم التأمين الصحي، مشيرين إلى أن التكاليف الصحية ستزداد بشكل كبير لعدد 24 مليون أميركي يحصلون على تغطيتهم عبر قانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة.
وكان ترامب قد هدد مراراً بفصل موظفين اتحاديين خلال إغلاق الحكومة، في يومه العاشر يوم الجمعة، وأشار إلى أن إدارته ستستهدف أساساً أجزاء من الحكومة التي يدافع عنها الديمقراطيون.
تجميد 28 مليار دولار من أموال البنية التحتية
كما أمر ترامب بتجميد ما لا يقل عن 28 مليار دولار من أموال البنية التحتية في نيويورك وكاليفورنيا وإلينوي، وهي ولايات تضم عدداً كبيراً من الناخبين الديمقراطيين ومنتقدي الإدارة.
وقالت وزارة العدل في مستند قضائي إن أكثر من 4,200 موظف اتحادي تلقوا إخطارات بالفصل في سبع وكالات، بما في ذلك أكثر من 1,400 في وزارة الخزانة وما لا يقل عن 1,100 في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية.
الديمقراطيون يرفضون الاستسلام
قال الديمقراطيون إنهم لن يستسلموا لضغوط ترامب، حيث قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر: «حتى يتخذ الجمهوريون الموقف الجدي، فهم المسؤولون، كل وظيفة مفقودة، كل عائلة متضررة، كل خدمة مخفضة هي نتيجة قراراتهم».
وقد رفعت نقابات العمال التي تمثل الموظفين الفيدراليين دعاوى قضائية لإيقاف التسريحات، معتبرةً أن تنفيذها غير قانوني أثناء الإغلاق.
وقالت الإدارة في مستند قضائي يوم الجمعة إن طلب النقابات يجب رفضه لأنها لا تمتلك الحق القانوني في مقاضاة الحكومة بشأن قرارات شؤون الموظفين الفيدراليين، ومن المقرر أن تنظر محكمة اتحادية في القضية في 15 أكتوبر تشرين الأول.
ويتوجب على الحكومة بموجب القانون منح الموظفين إشعاراً قبل 60 يوماً لأي فصل، رغم أنه يمكن اختصاره إلى 30 يوماً.
وعبرت بعض الشخصيات الجمهورية عن اعتراضها على التسريحات، من بينهم السيناتورة سوزان كولينز، رئيسة لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ.
وقالت في بيان: «بغض النظر عما إذا كان الموظفون الفيدراليون يعملون دون أجر أو تم إرسالهم في عطلة غير مدفوعة، فإن عملهم مهم للغاية لخدمة الجمهور».
استهداف الموظفين الموقوفين عن العمل
في وقت سابق، كتب مدير ميزانية البيت الأبيض راسل فويت على وسائل التواصل الاجتماعي: «بدأت عمليات التخفيض»، في إشارة إلى ما يسمى بتقليص القوى العاملة، وصف المتحدث باسم مكتب الميزانية التسريحات بأنها «كبيرة»، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وجاء الإعلان في اليوم نفسه الذي كان من المقرر أن يحصل فيه العديد من الموظفين الفيدراليين على رواتب مخفضة لا تشمل الأيام منذ بدء الإغلاق، وقد تم إصدار أوامر لمئات الآلاف بعدم الحضور للعمل، بينما تم تكليف آخرين بالعمل دون أجر.
وسيخسر 2 مليون جندي نشط راتبهم لشهر 15 أكتوبر تشرين الأول بالكامل إذا لم يتم حل الإغلاق قبل ذلك.
وأفاد مدير الاتصالات أندرو نيكسون بأن موظفي عدة أقسام في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية تلقوا إشعارات الفصل، مؤكداً أن عدد موظفي الوكالة البالغ 78,000 يراقبون تفشي الأمراض ويمولون البحوث الطبية ويؤدون مجموعة واسعة من المهام الصحية الأخرى.
وأشار نيكسون إلى أن التسريحات استهدفت موظفي الوكالة الذين تم إرسالهم في عطلة غير مدفوعة، دون تقديم مزيد من التفاصيل، ويبلغ عدد الموظفين الموقوفين عن العمل نحو 41% من إجمالي الوكالة.
وتم تأكيد بدء التسريحات في وزارة الخزانة أيضاً، وفقاً لمصدر طلب عدم الكشف عن هويته.
إشعارات فصل موظفين بسبب الإغلاق الحكومي
وقال المسؤول النقابي، توماس هدلسون من الاتحاد الأميركي لموظفي الحكومة، في مستند قضائي إنه تم إخباره بأن وزارة الخزانة تُعد 1,300 إشعار فصل، قد تشمل مصلحة الضرائب التي استهدفت بتقليص كبير هذا العام، حيث تم إرسال 46% من موظفيها البالغ عددهم 78,000 في عطلة غير مدفوعة يوم الأربعاء.
وأفادت النقابات أيضاً ببدء التسريحات في وزارة الإسكان والتنمية الحضرية، كما أكدت مصادر رسمية حدوث تسريحات في وزارتي التعليم والتجارة، حيث تتولى التجارة مهام مثل التنبؤ بالطقس وإصدار التقارير الاقتصادية وغيرها من المهام.
وأشارت وسائل إعلام أخرى إلى حدوث تسريحات في وكالة حماية البيئة، ووزارة الطاقة، ووزارة الداخلية، بينما لم يرد المتحدثين في تلك الوكالات على طلبات التعليق فوراً.
وقالت إدارة الأمن الداخلي إن التسريحات جارية في وكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية، التي أثارت غضب ترامب بعد انتخابات 2020 عندما صرح مديرها بعدم وجود دليل على اختراق أنظمة التصويت، ويزعم ترامب أنه خسر تلك الانتخابات أمام الديمقراطي جو بايدن بسبب تزوير الأصوات.



