القرصنة تكلف أندية إسبانيا حتى 700 مليون يورو سنوياً وتهدد أمن المشجعين

القرصنة تكلف أندية إسبانيا حتى 700 مليون يورو سنوياً وتهدد أمن المشجعين

المؤشر 12-08-2025  تزامناً مع انطلاق موسم 2026/2025، صعّدت رابطة الدوري الاسباني لكرة القدم «لاليغا» حملتها العالمية ضد قرصنة البث السمعي والبصري، محذرة من خسائر اقتصادية سنوية تتراوح بين 600 و700 مليون يورو للأندية الإسبانية.

وأطلقت الرابطة رسالة مباشرة للمشجعين «أنت تحصل على كرة قدم مقرصنة، وهم يحصلون عليك»، في إشارة إلى المخاطر الأمنية التي تهدد المستخدمين.

تهديدات تمتد خارج إسبانيا

لم تعد ظاهرة القرصنة محصورة في السوق الإسبانية، بل امتدت إلى أسواق رئيسية كأميركا اللاتينية، حيث تنتشر المواقع والتطبيقات غير المرخصة للبث الرياضي، وفق بيان الرابطة الرسمي.

وتشير الدراسات إلى أن العديد منها تديره شبكات إجرامية منظمة، قادرة على تثبيت برامج ضارة على أجهزة المستخدمين مثل أحصنة طروادة وبرامج الفدية ومسجلات لوحة المفاتيح، ما يمكنها من سرقة كلمات المرور وبيانات البنوك وحتى الوصول إلى الكاميرات الشخصية.

مخاطر أمنية وبيانات شخصية في مهب الريح

لا يمثل استهلاك المحتوى المقرصن خرقاً للقانون فحسب، بل يعرض المستخدمين لاحتمال تسريب بيانات حساسة مثل عناوين السكن ومعلومات العمل وبيانات الأسرة والسجلات المالية.

هذا الانكشاف قد يؤدي إلى سرقة الهوية والاحتيال المالي وانتهاك الخصوصية، فضلاً عن تبعات قانونية محتملة.

عمليات دولية ضد القرصنة

تتعاون «لاليغا» مع وكالات إنفاذ القانون في 38 دولة، إلى جانب منظمات مثل يوروبول.

ومن أبرز العمليات عملية كراتوس، التي فككت شبكة عالمية وزعت أكثر من 2500 قناة غير قانونية على 22 مليون مستخدم، وضبطت أسلحة ومخدرات وعملات رقمية.

كما نفذت الرابطة عملية أخرى بارزة، العملية 404، بالتعاون مع «التحالف ضد القرصنة السمعية البصرية»، أدت إلى حجب تطبيق «Magis TV» وإغلاق أكثر من 675 موقعاً و14 تطبيقاً غير قانوني في أميركا اللاتينية، مع تنفيذ اعتقالات ومصادرات في الأرجنتين والبرازيل.

إرشادات لسلامة المشاهدين

تحث «لاليغا» المشجعين على الالتزام بوسائل البث الرسمية وتجنب التطبيقات والمواقع المشبوهة، مع تحديث البرمجيات وأنظمة الحماية باستمرار، والابتعاد عن الاشتراكات التي تعتمد على التحويلات المباشرة أو العملات الرقمية.

وتشدد الرابطة على أن خدمات البث «المجانية» غالباً ما تخفي أهدافاً احتيالية، وأن «المنتج المجاني يعني أنك أنت المنتج».

تعاون عربي لمحاربة القرصنة

تعمل «لاليغا» كذلك مع دول عربية مثل السعودية والإمارات وقطر والمغرب والعراق ومصر، بهدف حماية الحقوق السمعية والبصرية من خلال حظر المواقع المقرصنة وتنفيذ عمليات مشتركة وحملات توعية.

ويختلف مستوى التعاون من دولة لأخرى، لكن الهدف المشترك يبقى حماية الحقوق التجارية والبنية التحتية للبث.