ملوك الطوائف يخذلون اخوتهم بعد ألف عام
المؤشر 03-08-2024
بقلم : د. محمد عودة
إن اسمرار العدوان على غزة وتشديد الحصار عليها والاستمرار في منع الماء والكهرباء والغذاء والدواء والوقود من الدخول الى غزة واستمرار حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان بكل اشكالها والشروط التي يضعها لانهاء عدوانه على غزة تشبه الى حد بعيد الشروط التي وضعها الفنسو السادس حاكم قشتالة على مدينة طليطلة اوخر عام 1084واوائل عام 1085 للميلاد من اجل استسلام المدينة .ومن اجل وضع الامور في نصابها وحتى يتمكن القاريء من فهم الربط بين حدثين تاريخيين بينهما ما يقارب الالف عام لا بد من تلخيص سردية ما حدث في طليطله في حينه.
فبعد ان شارك حاكم طليطلة القادر بالله يحيى بن نون باغتيال وزيره ابن الحديدي بدأت الدويلات التابعة له والمحيطة بطليطلة بالتمرد، فقد انتزع المقتدر بن هود حاكم سرقسطة مدينة شنت بريه المعروفة (سانتفيه) كما استقل نائب القادر بالله بمدينة بلنسيا وحاصر، حاكم اراغون الاسباني سانشو راميرث مدينة كوينكا وسيطر عليها مما دفع القادر بالله يحيى الى الاستعانة بملك قشتاله ألفونسو السادس لإخضاع طليطلة مقابل التنازل له عن بعض القلاع وكمية كبيرة من المال. (للعلم مدينة طليطلة مدينة محصنة جدا حيث يحيط بها سور عالي ولها عدد من البوابات إضافة الى ان نهر التاج يلتف حولها من الشرق والجنوب والغرب).
اثناء تقدم قوات ألفونسو السادس نحو طليطلة لحصارها واحتلالها لجأ اهل طليطلة الى المتوكل ابن الافطس حاكم مدينة (بطليموس بداخوس) طالبين ان ينجدهم وان يتسلم مقاليد حكم طليطلة، فجند جيشا كبيرا وفي الطريق الى طليطلة خاض معركة شرسة مع جيش ألفونسو السادس أدت الى هزيمة نكراء لبطليموس وتمكن ألفونسو من ضرب حصار مطبق على طليطلة منذ أوائل شهر اب 1084.
بعد تسعة أشهر من الصمود وكنتيجة للحصار المحكم قرر اهل طليطلة إرسال وفد للتفاوض على حل الا ان الفونسو وضع شروط تعجيزية وبدل الاتفاق طالبهم بالاستسلام .
ولأن المخزون من الاحتياجات قد نفذ وتفشت الامراض والمجاعة بين اهالي المدينة، وافقوا على الاستسلام واثناء مراسم التوقيع على الاستسلام بين ألفونسو وزعماء بني نون (الذين ينتمون الى قبيلة امازيغية) سأل الفنسوا السادس ما دمتم تريدون الاستسلام لماذا انتظرتم كل هذا الوقت ودفعتم كل هذا الثمن؟ فأجابوه كنا ننتظر المدد من اخوتنا ملوك الطوائف، فضحك ألفونسو وقال كان ملوك طوائفكم يحاصرونكم معي.
فهل ملوك طوائف اليوم يحاصرون فلسطين وغزة ويمعنون قتلا في أهلها مع ألفونسو بايدن و بيبي نتنياهو؟ وهل ساهم ملوك الطوائف في اغتيال إسماعيل هنية وقبله فؤاد شكر وإن كان الجواب بنعم تكون الامة الحالية اعادت استنساخ ملوك الطوائف في شبه الجزيرة الايبيرية على امل ان يستسلم اهل فلسطين كما استسلم بني نون.
فرغم انف نتنياهو وبايدن ومن معهم من ملوك الطوائف، فلسطين ستنتصر وغزة ليست طليطله والشعب الفلسطيني لم يستنجد بملوك الطوائف ولسنا من بني نون لذلك ستهزم فلسطين ألفونسو بايدن ومعه سانشو نتنياهو وكل ملوك الطوائف الجدد المتآمرين