هل العرب والعالم حقاً مع ضحايا فلسطين؟
المؤشر 30-07-2024
بقلم : عامر أبو شباب
بعد قرار الكنيست الإسرائيلي بأغلبية كاملة ترفض حل الدولتين ومنع إقامة دولة فلسطينية، بالإضافة إلى كرنفال التصفيق في الكونجرس الأمريكي لمجرم الحرب بنيامين نتنياهو والاحتفاء به (– توضيح: المجرم مصطلح صادر من محكمة العدل الدولية وليس من مؤسسة حقوقية غير حكومية-) لقد أصبح واضح من يقف ضد الشرعية الدولية والإجماع العالمي.
وهنا من حق الشعوب المغلوب على أمرها أن تتسأل هل هذا التوحش الأمريكي والإسرائيلي الرسمي من مؤسسات تمثل تلك المجتمعات أو غالبيتها يمكن مواجهته بإجراءات خارج مجلس الأمن المحكوم بقبضة الفيتو، هل التكتلات الدولية والإقليمية تمتلك أدوات خارج هذه المنظومة الدولية لوقف قتل الأطفال وإدخال الغذاء والدواء لهم ولأسرهم ومنحهم حق الحياة الآدمية؟.
وكذلك في المقابل هل تمتلك المؤسسات الجماعية العربية والإسلامية إمكانية لمعاقبة مجرمي الاحتلال ودعاة الحرب الإقليمية الذين يشكلون خطر على الانسان والحدود والاستقرار والسلام في المنطقة؟.. لماذا يد الجميع مكبلة لهذه الدرجة، ولماذا لا تتم متابعة وتفعيل وتنفيذ قرارات القمة العربية والإسلامية التي انعقدت في الرياض خلال نوفمبر من الشهر الماضي، وأخيرا ما قيمة هذه الكيانات؟.
الأمر الأكثر خطورة لماذا لا تمارس الدول العربية حقها السيادي في قراراها لوقف هذا الذبح اليومي للأطفال والنساء، أين الأسلحة الدبلوماسية والاقتصادية لتأديب المجرمين في تل أبيب ودرء خطرهم المحدق بأمن المنطقة وسلامة استقرارها ومنع تدمير الاقتصاد الهش لأغلب دولها.
لماذا خرج طلبة الجامعات في أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية ولم نشهد مظاهرات قانونية وسلمية ومرخصة في عواصمنا العربية والإسلامية على غرار مظاهرات بريطانيا.
على العرب والعالم أن يتجندوا فورا لمنع نتنياهو شركاءه في اليمين الإرهابي من اشعال الحرائق وتأجيج نار حرب دينية تحرق ما تبقى من استقرار في المنطقة.
الحريق القادم من تل أبيب لن يقف عند حدود غزة والضفة ولا جنوب لبنان فقط، ومن لديه شك فليراجع تصريحات وزراء حكومة نتنياهو في وزارتي الأمن القومي والمالية ضد كل الدول المجاورة وإعادة النظر في كل اتفاقيات السلام السابقة.
الوهن لا يجلب الا الهوان، والمطلوب فقط تفعيل استقلال القرار ومُتطلبات السيادة وأدوات الأمن الإقليمي والقومي ودرء مخاطر وحوش تل أبيب قبل ان تتسع دائرة النار ويخسر الجميع.