رياضة

فرنسا تمتهن “العنصرية”.. حرب على الحجاب في باريس 2024

المؤشر 27-07-2024    تُعدّ الألعاب الأولمبية واحدة من أسمى المسابقات التي ينتظرها الرياضيّون عاماً بعد عام، إذ يقضون سنوات من التعب والتدرّب لكي يصلوا إلى قمة المجد في مسيرتهم، إلى المسرح الذي سيسمح لهم أن يمثّلوا أمّة وبلاداً ينتمون إليها، حيث يواصلون التعب لسنوات من أجل حمل علم بلادهم في أكبر محفل رياضي، ولكن ذلك قد يُهدَم في لحظات، بإمضاء على ورقة “إذا كنتِ فرنسية وترتدين الحجاب”، فالمحجّبات ممنوعاتٌ من المشاركة تحت راية فرنسا بحجابهنّ.

تتغنّى فرنسا ببرج عاصمتها، برج إيفل، وتسعى دائماً إلى الظهور بصورة البلد المنفتح والذي يحتضن الجميع، لكن عندما يتعلّق الأمر بالحجاب والإسلام، ينطلق السياسيون المتطرّفون ويطرقون باب الإبداع في قراراتهم، التي لا يمكن القول عنها سوى إنها “عنصرية”، لا بل مفرطة بالتطرّف والتمييز والانحياز، ولكي تحافظ على أفكار “أقصى اليمين”، كان لا بدّ من إصدار قرار يمنع الرياضيات الفرنسيات من المنافسة في الألعاب الأولمبية باريس 2024، وهن يرتدين غطاء رأسهن، ليتحوّل الأمر من “قضية الحجاب” إلى “حرب على الحجاب”.

قبل الحديث عن القرار المرتبط بالألعاب الأولمبية، يمكننا العودة إلى العام 1989، عندما شهدت فرنسا جدلاً كبيراً، بعدما فصل مدير مدرسة في إحدى الضواحي 3 طالبات، بسبب رفضهن خلع الحجاب في الفصل، يومها لم يكن مجلس الدولة يحظر ارتداء الطلاب لما يسمّونه “رموزاً دينية”.

“علمانيّة” فرنسا المصطنعة بدأت تتجلّى بصورة مختلفة في العام 2004، عندما عُمل بقانون “لجنة التفكير في تطبيق مبدأ العلمانية”، إذ أُقرّ قانون الرموز الدينية في المدارس، وأدى إلى حظر ارتداء الرموز أو الملابس التي يعبّر بها الطلاب ظاهرياً عن انتماء ديني.

وفي عام 2011 صدر قانون لحظر غطاء الوجه كـ “البرقع والنقاب” في الأماكن العامة.

وفي حزيران/يونيو 2023، أيّد مجلس الدولة قراراً أصدره في عام 2016، قضى “أنّ اتحاد كرة القدم الفرنسي لا يحتاج إلى تغيير سياسته القائمة على التمييز التي تمنع فعلياً اللاعبات المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب من المشاركة في مباريات كرة القدم التنافسية”.

وفي العام نفسه، قرّر وزير التربية الفرنسي آنذاك، غابرييل أتال، حظر ارتداء العباءة والقمصان الطويلة في المؤسسات التعليمية في بلاده لأنّها تعبّر عن “انتماء ديني في بيئة دراسيّة” بحسب قوله، في ما يُعدّ امتداداً لقانون عام 2004.

 

حتى جاء القرار الأخير من لاعبة التنس السابقة ووزيرة الرياضة الفرنسية الحالية، أميلي أوديا كاستيرا، والذي يقضي بأنّ “الفريق الأولمبي الفرنسي، باعتباره مؤسسة تمثّل الجمهور الفرنسي ويتمّ تمويلها منه، هو مقيّد بمبدأ العلمانية” لذلك الحجاب ممنوع.

وقالت “هذا يعني الالتزام بالحياد المطلق في الخدمات العامة. منتخب فرنسا لن يرتدي الحجاب”.

لكن الجدل الواسع سيكون عندما تأتي رياضيّات من دول أخرى ويلعبن بحجابهنّ، بينما الرياضيّات الفرنسيات ممنوعات من ذلك، فبحسب حقوقيّين، يُعدّ هذا الأمر “تمييزاً بحقّ اللاعبات الفرنسيات”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى