صحافة تركية الفن العالمي يحارب إسرائيل
المؤشر 27-07-2024 صحيفة “يني سوز” التركية تنشر مقالاً للكاتب التركي مصطفى أوزون يتحدث فيه عن خطوات وإجراءات يقوم بها فنّانون في العالم لمحاربة “إسرائيل” ووجودها في مختلف المعارض والفعاليات الفنيّة، تعبيراً عن رفضهم الإبادة الجماعية التي تشنّها على غزّة.
تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر من دون أي اكتراث بالقانون الدولي، مستهدفةً المدنيين العزل بالقصف البري والجوي، كما تقوم بتدمير المدارس والمستشفيات ودور العبادة التي يحرّم القانون الدولي التعرض لها حتى في الحروب.
ويطالب فنانو العالم بتطبيق القانون الدولي لإنهاء هذه الحرب من خلال حملات التواقيع والتظاهرات الاحتجاجية وإطلاق الرسائل والدعوات من أجل إحلال السلام وغير ذلك من الأنشطة التي ينظمونها منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
أمّا نداء “لا للإبادة الجماعية” الذي أطلقه فنانون من أصحاب الضمير الحي في مختلف دول العالم، فهو يتمتع بأهمية كبرى، لأنّه يسهم في توسيع ردود أفعال الشعوب المختلفة على “إسرائيل”، كما يسهم في توثيق المأساة الإنسانية التي تشهدها غزة.
والتقرير الذي أعده اتحاد الأكاديميين والكتاب في الدول الإسلامية يسعى إلى توثيق ردود الفعل المتزايدة على الجرائم الإسرائيلية بين الأوساط الفنية والثقافية، ومن ثم تطوير المقترحات السياسية، ونحن بدورنا نعمل على تحليل التوصيات الأكثر أهمية في التقرير.
وقبلَ افتتاح معرض “بينالي البندقية” الستين، طالبَ الآلافُ من الفنانين والإداريين لعدد من المتاحف بمنع “إسرائيل” من المشاركة لأنّها ترتكب مجازر إبادة جماعية في غزة، إذ أطلقت مجموعة “تجمع من أجل الفن لا الإبادة الجماعية” حملة جمع تواقيع تحت شعار “لا لتخصيص زاوية للإبادة الجماعية في معرض البندقية”. وقد جُمعت تواقيع قرابة 25 ألف فنان طالبوا بمنع “إسرائيل” من المشاركة.
لكن وزير الثقافة الإيطالي جينارو سانجيليانو صرّح بأنّ لديه رغبة عارمة في مشاركة “إسرائيل”. وعلى الرغم من كل الاعتراضات المحقَّة على مشاركتها، فإنّ إدارة “بينالي البندقية” لم تتمكن من الصمود أمام ضغوط اللوبي الصهيوني. لذلك، لم تستطع إلغاء مشاركة “إسرائيل”. وفي إثر ذلك، احتجّ الفنانون على مشاركة “إسرائيل”، واصفين توجيه دعوة مشاركة إليها بأنّه أمر غير أخلاقي.
وكان مركز “باربيكان” الذي يُعد أحد أبرز المراكز الفنية في لندن قد ألغى محاضرة بعنوان “هولوكوست بعد غزة” للكاتب الهندي بانكاج ميشرا المعروف بدعمه للقضية الفلسطينية، بعدما كان من المفترض أن يلقيها في معرضه الجديد. وتعبيراً عن سخطهم على هذا القرار، نظّم مئات الفنانين تظاهرة احتجاجية أمام المركز.
وكان نحو 80 رساماً كاريكاتورياً إيطالياً قد رسموا لوحات عبَّروا من خلالها عن مطالبتهم بوقف عاجل لإطلاق النار في غزة. وقد استوحوا لوحاتهم من “حنظلة” الذي أصبح رمزاً المقاومة الفلسطينية.
كذلك، قاطع نحو ألف فنان في بريطانيا مركز “آرنولفيني” في مدينة برستل، لأنّه يشدد الرقابة على الفنون التي تحاكي الثقافة الفلسطينية
وكان عدد من الفنانين قد احتجوا على قيام الكثير من شركات الأسلحة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية بتمويل مهرجان “SXSW” الذي يعد أهم مهرجان ترفيهي في أميركا الجنوبية، كما انسحب زهاء 80 فناناً من المهرجان لتقديم هذه الشركات دعماً لوجستياً لـ “إسرائيل”.
وأعلنت الفنانة الأميركية سيلينا غوميز التي تمتلك ماركة “Rare Beauty” لمستحضرات التجميل أنّها ستتبرع للمنظمات الإغاثية التي تقدم المساعدات لغزة، مشيرة إلى أنّ أغلب ضحايا الحرب في غزة من الأطفال، ومؤكدة ضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين.
وفي اسكتلندا، أعلن نحو 60 شخصاً من العاملين في مجال الصناعات الثقافية والفنية، بينهم مغنون وممثلون مشهورون، أنّهم لن يقبلوا أي دعوة أو دعم مالي من “إسرائيل” تعبيراً عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
وعبّر 93 فناناً من أبرز الفنانين في فرنسا عن رد فعلهم بنشر مقال صحافي مشترك دعوا فيه إلى إحلال السلام وتوفير بيئة آمنة للشعب الفلسطيني في أسرع وقت ممكن.
وقد طالب الكثير الممثلين والكتاب والفنانين والمخرجين والنقّاد والموسيقيين وكتَّاب السيناريوهات، وغالبيتهم من الإنكليز والإيرلنديين، بالكف عن إقصاء الفنانين الذين يعبّرون عن سخطهم على السياسات غير الإنسانية التي تنتهجها “إسرائيل”
وثمة المئات من الأمثلة المشابهة لهذه الأحداث، فوجود فنانين يلفتون الانتباه إلى استهداف “إسرائيل” للمدنيين الأبرياء وارتكابها المجازر الجماعية يزيد الأمل المتعلق بكرامة الإنسانية وضميرها