إسرائيل بدعم وغطاء وتفويض من الإدارة الأمريكية تقوم بعملية التطهير العرقي والإبادة الجماعية للفلسطينيين
المؤشر 01-06-2024
بقلم : عمران الخطيب
الأسباب والدوافع لعملية الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين لعدم وجود ما يردع سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ما تقوم من جرائم ومجازر وحشية وإرهاب يأتي في سياق منظومة العقائد وخزعبلات الشرائح للأحزاب الدينية اليمينية المتطرفة للاحتلال الإسرائيلي، والأهم نتيجة الدعم والإسناد غير المحدود من قبل الرئيس بايدن حين يقول إن “إسرائيل” لم تتجاوز الحدود في عمليتها في رفح، مما يؤكد إنحياز الإدارة الأمريكية بشكل وقح والدول الاستعمارية مع “إسرائيل”.
لكن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا التي تتحمل المسؤولية التاريخية بكل ما وقع على الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية منذ وعد بلفور المشؤوم حتى اليوم الحاضر، إضافة إلى كل ذلك غياب العقوبات والحصار على “إسرائيل”، حيث أن القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة لا قيمة لها بسبب الحماية الأمريكية لإسرائيل مما يؤكد على المعايير المزدوجة في تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، بسبب تفرد الولايات المتحدة الأمريكية في حماية “إسرائيل” من خلال الفيتو المخصص لمنع محاسبة “إسرائيل” على أفعالها، والاستمرار في العدوان على قطاع غزة للشهر الثامن على التوالي.
لقد عبّر عن ذلك مندوب الجزائر السفير عمار بن جامع أمام أعضاء مجلس الأمن لتحمل المسؤولية تجاه “إسرائيل” التي اختارت الرد على محكمة العدل الدولية بسفك الدماء.
ووفقا لمصادر دبلوماسية، أعرب بن جامع خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي بطلب عاجل من بلاده لـ “إدانة الجزائر الشديدة لهذه الغارات الجوية غير المبررة، التي أودت بحياة أكثر من 45 فلسطينيا، بينهم نساء وأطفال”، وقد أشار السفير بن جامع إلى أن هذه الهجمات وقعت بعد 48 ساعة فقط من صدور أمر من محكمة العدل الدولية، يطالب من السلطة القائمة بالاحتلال إنهاء هجومها على رفح، مشدداً على أن أمر محكمة العدل الدولية ملزم قانونا وأن المحتل الصهيوني ملتزم بموجب ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك المادة 94/1 ، باحترام قرار محكمة العدل الدولية في أي نزاع يكون طرفا فيه.
هذه السردية حول حكومة الإحتلال الإسرائيلي برئاسة نتنياهو وفريقه تؤكد على أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري يتطلب استخدام كل الأدوات لمقاومة المشروع الصهيوني الاحلالي من خلال تحقيق المكاسب السياسية للقضية الفلسطينية من خلال العمل وتحركات السياسية ودبلوماسبة على كافة المستويات الدولية والبرلمانية والعلاقات مع الأحزاب السياسية والمنظمات الدولية والحقوقية والنقابات والاتحادات.
وإلى جانب ذلك فإن المقاومة بمختلف الوسائل حق مشروع لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، ولن يتحقق ذلك فقط بغياب الفعل المقاوم للاحتلال، علينا بأن ندرك أهمية الحوار الوطني الفلسطيني لتحقيق الأهداف الإستراتيجية على قاعدة الشراكة الوطنية لمقاومة وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، علينا أن ندرك أهمية مختلف ما قد تحقق من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة وكذلك انعقاد اجتماعات متكررة لمجلس الأمن الدولي وقيام الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام الفيتو للمرة الرابعة، ومع ذلك ينجح صدور قرار مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، وكذلك صدور العديد من التنبيهات ومذكرة توقيف بحق مجرم الحرب نتنياهو ووزير حرب العدو الإسرائيلي.
وكذلك المرافعات خلال جلسات محكمة العدل الدولية من دولة جنوب أفريقيا والعديد من دول العالم التي قدمت مرافعات حول جرائم ومجازر الاحتلال، يؤكد على نبذ “إسرائيل” بوصفها دولة إحتلال، وتعيش حالة من العزلة السياسية من دول وشعوب العالم خاصة بعدما شاهد العالم جرائم ومجازر الإحتلال عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والفضائيات ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفع إلى التحركات في مختلف الجامعات الأمريكية والاوروبية، إلى جانب موجة الاعتراف بدولة فلسطين من دول الاتحاد الأوروبي، مما يؤكد على عزل “إسرائيل” أمام دول وشعوب العالم وسوف ينتهي الاحتلال الإسرائيلي عاجلاً وليس أجلا كما هو حال النظام العنصري في جنوب أفريقيا.
نثمن موقف ودور دولة جنوب أفريقيا وموقف الجزائر الشقيق، إضافة إلى مختلف دول العالم التي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقة الوطنية في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وكما قال مفجر الثورة الشهيد القائد المؤسس أبو عمار “يا جبل ما يهزك ريح “.