كتاب المؤشر

الشيطان الاكبر امريكا الدولة ام امريكا الادارة

المؤشر 28-04-2024  

بقلم : السفير حكمت عجوري

ما زلت عاجز عن ايجاد تفسير مقنع لشيزوفرينية الرئيس الامريكي بصفة عامة ولا اقصد الرئيس بايدن بعينه وذلك في كل ما يتعلق بتعاملات الرئيس الامريكي مع اسرائيل وتحديدا بعد ان تم التاكد للقاصي والداني بانها اي اسرائيل اصبحت كيان منبوذ من قبل معظم شعوب العالم بسبب عنصريتها وافتقارها المدقع لاي حس انساني كونها عبارة عن جيش غير اخلاقي يملك كيان وبعد ان اتضح ايضا كيف انها اي اسرائيل وزعمائها من اولاد واحفاد الناجين من المحرقة النازية انهم تقمصوا بممارساتهم، النازية الالمانية فعلا وقولا واخص النازية الالمانية لانها حركة تفوقت بعنصريتها على كل ما عرفه البشر في هذا السياق وهذا هو تفسير ما يجري في غزة من حرب ابادة جماعية تمارسها النازية الصهيونية المالك الحصري لاسرائيل.

استغرابي للتصرفات الشيزوفرينية لمعظم رؤساء امريكا وتحديدا منذ حرب سنة 1967 سببه ان تصرفاتهم هذه بلغت درجة من اللامعقولية في الملموس والمحسوس بين مواقفهم الرسمية المنحازة التي عرفناها اثناء وجودهم في البيت الابيض و مواقفهم الخاصة المناقضة التي عرفناها بعد خروجهم من البيت الابيض تجاه دولة الفصل العنصري التي يتعامل معها رؤساء امريكا على انها الوكيل والراعي الحصري للمصالح الامريكية في المنطقة وذلك منذ التاريخ المذكور وفي هذا المقال لن نتطرق للرؤساء الجمهوريين الذين كان اخرهم الرئيس ترمب “تاجر العقار المدان اخلاقيا وضرائبيا” وهو الذي اقر في ايام شبابه بانه لو قرر الترشح للرئاسة الامريكية “فسوف يختار المحافظين لانهم مجموعة من السذج الذين سوف يصدقون كل ما يقوله”.

وعلى عكس كل ما هو متوقع وبناء على ما ذكرته انفا تمكنت الحركة الصهيونية بذريعة تقديم الخدمات لامريكا وحماية مصالحها من السيطرة على معظم مفاصل السياسة الخارجية الامريكية وفوق ذلك اصبحت تتجسس عليها وذلك من اجل خدمة مصالح واطماع كيانها “اسرائيل” والاهم من كل ذلك هي انها اي الحركة الصهيونية اصبحت كالسوس ينخر في عظم امريكا الدولة بدليل ما يتم نشره على مواقع التواصل من قمع للحريات وتكميم الافواه ومحاربة كل الاراء الامريكية التي تتعارض مع مصالح هذه الحركة وكيانها العنصري على الرغم من كل ما ترتكبه اسرائيل وجيشها من جرائم لم يسبق لاي كان ان ارنكبها خصوصا وان معظم ضحاياها وعلى مدار 204 يوم متواصلة في غزة هم من الاطفال والنساء وحتى الحوامل منهن اضافة الى ادخالها التجويع كسلاح ضد هؤلاء الضحايا من الشعب الفلسطيني الذين يعيشون تحت الاحتلال الصهيوني وهو السلاح الذي لم يستخدمه احد من قبل سوى النازية الالمانية بحق اليهود وهذا ما يؤكد على موضوع التقمص الصهيوني الفعلي للنازية الالمانية كما اسلفت.

الادارة الامريكية وعلى الرغم من كل ما ذكرناه ما زالت مستمرة في تقديم كل اشكال الدعم المطلق وغير المشروط لهذا الكيان على الرغم من ان امريكا هي التي قادت العالم الغربي في الحرب العالمية الثانية لمحاربة النازية الالمانية التي تسببت وبسبب عنصريتها على اشعال الحرب العالمية الثانية التي ذهب ضحيتها عشرات ملاين البشر من محتلف الجنسيات المشتركة في تلك الحرب وهو ما يفترض وبلغة المنطق عمل كل ما يلزم من قبل امريكا وحلفائها من اجل عدم تكرارعودة النازية ومحرقتها ولا لاي شبيه لها بمعنى ضرورة وأد اي حركة عنصرية تظهر كما تم فعله في جنوب افريقيا العنصرية ومع ذلك فاننا نستشعر ونلمس العكس تماما في الذي تفعله الادارة الاامريكية بحق النازية الصهيونية التي نراها تنموا وتكبر وتتنمر وبدهاء ولكن وللاسف تحت رعاية ووصاية وامداد من نفس اعداء النازية الالمانية وعلى راسهم امريكا ولكن هذه المرة لصالح النازية الصهيونية وكيانها اسرائيل وهذا ما يبرر ويفسر تشخيصنا لشيزوفيرينية رؤساء هذه الادارة “رؤساء امريكا”.

ما تفعله اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في غزة هو اسوأ بكثير مما فعلته النازية الالمانية خصوصا وانه يتجاوز العقل والمنطق بقوته التدميرية للبشر والحجر (37 مليون طن من الانقاض) ودفن الاحياء تحتها ضمن جغرافيا تعتبر الاكثر اكتظاظا للسكان في العالم (6000 شخص في الكيلومتر المربع) والتي تقصف يوميا بالاف الاطنان من المتفجرات الذكية منها والغبية والمصيبة الاكبر ان كل ذلك يتم تحت سمع وبصر العالم كله وبمشاركة صامتة احيانا وصارخة احيانا من قبل الغرب الرسمي والذي لا تفسير له غير اننا اصبحنا نعيش في عالم يقوده بشر آثروا ان يتنازلوا عن قيمهم الانسانية ويقمعوا ضمائرهم مقابل مصالحهم الشخصية بدلا من قمع الظلم والعداء للانسانية الذي تمارسه الحركة الصهيونية العنصرية بدليل ان جيشها اللا أخلاقي يقتل الاجنة في بطون امهاتهم الحوامل ويتفاخر بذلك ويقتل الاطفال الغزيين جوعا.

الرئيس بايدن وقبله كافة الرؤساء الديمقراطيين وعلى راسهم الرئيس كارتر يعلمون علم اليقين طبيعة الشر الذي تجسده دولة الاحتلال الصهيوني باحتلالها للشعب الفلسطيني بالقوة وسرقة اراضيهم وسرقة احلامهم وسرقة ارواحهم واخرها قتل اطفالهم جوعا.

الرئيس كارتر بعد خروجه من البيت الابيض لم يستطع اخفاء مشاعره الشخصية ونشرها في مؤلفاته احدها “فلسطين سلام وليس ابارتهايد (فصل عنصري).” والرئيس كينتون تراجع بعد خروجه من البيت الابيض عن اتهامه لعرفات بتضييع فرصة سلام كامب ديفيد 2 واوباما الذي لم يخفي حقيقة مشاعره تجاه الملك الصهيوني النتن ياهو لا من خلال الميكروفون الذي كان يبث دون علمه وهو الى جانب الرئيس الفرنسي في حينه “ساركوزي” ولا من خلال افصاحه عن ذلك في مجالسه الخاصة لبعض المقربين له من الصحفيين والى هؤلاء نضيف الر ئيس الحالي بايدن الذي كان يتلقى الصفعات من النتن اثناء فترة نيابته للرئيس اوباما والتي انهاها بفشله في الاشراف على المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية سنة 2014 والتي حمل مسؤولية فشلها للنتن ياهو ولكن للاسف في مجالسه الخاصة وما زال يتلقى الصفعات ويطأطأ راسه و يرضخ للصهيونية متوجا ذلك بالفيتو ضد الدولة الفسطينية (18 ابريل).

هذا التباين في المواقف الخاصة والرسمية والمتناقض تماما مغ الدستور الامريكي وهو وصفته بحالة من الشيزوفرينيا في العلاقة ما بين الرئيس الامريكي واسرائيل اصبح بحاجة الى معالجة جدية ومحاسبة لكل هؤلاء الرؤساء من قبل ناخبيهم الامريكان الذين منحوهم ثقتهم كرؤساء اقسموا على حماية مصالح امريكا وحماية دستورها ومواده وهو ما نرى عكسه من قبل هؤلاء الرؤساء وتحديدا في كل ما يفعلوه من اجل اسرائيل اضافة الى هدرهم للمال الامريكي العام الذي يقدمه هؤلاء الرؤساء لهذه الدولة الذي بدورها تستخدمه ليس من اجل حماية مصالح امريكا وانما خدمة لاطماعها في الهيمنة والتوسع والى كل ذلك نكرر ما ذكرناه وهو انقلاب هؤلاء الرؤساء على كل ما ورد في الدستور فيما يتعلق بحقوق المواطن الامريكي الذي اصبح مصيره مرتبط بالولاء لاسرائيل وليس لامريكا وهو الامر الذي فجر انتفاضة الطلاب في الجامعات الامريكية ليصبحوا صناع الخبر بدلا من تلقيه.

طلاب الجامعات الامريكية انتصروا في ستينات القرن الماضي لفيتنام ولاحقا لجنوب افريقيا والان ينتفضون انتصارا لغزة بعد ان تأكدوا وهم قادة المستقبل والحراس الحقيقيين للدستور الامريكي بان بلادهم لم تعد بحاجة الى اسرائيل لحماية مصالحها وتاكدوا بان اسرائيل اصبحت تثقل كاهلهم كونها اصبحت تشكل مسؤولية قانونية واخلاقية على امريكا بما تقترفه من جرائم ضد الانسانية وممارستها لسياسة التطهير العرقي والفصل العنصري وهي تمارس كل ذلك بغطاء من الادارة الامريكية، ولا شك بان هؤلاء الطلاب وهم دينامو القاعدة الانتخابية على علم ايضا بالكم الكبير للقواعد العسكرية الامريكية في المنطقة اضافة الى اساطيلها المنتشرة في كل محيطات المنطقة وبحارها والتي اصبحت وللاسف توظف من قبل الاادارة الامريكية من اجل حماية دولة الفصل العنصري “اسرائيل” وليس المصالح الامريكية وهو ما يوحي بان الشيطان الاكبر ليس امريكا وانما ادارتها التي اثبتت التجارب بانها كما غزة محتلة من قبل الحركة الصهيونية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى