هآرتس لقد وصلنا إلى مرحلة البهيمية.. والمرحلة التالية هي نهاية الصهيونية
المؤشر 15-04-2024 نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، مقالاً كتبته نوعا يادلين، تحدثت فيه عن الأخطاء التي ارتكبها الإسرائيليون خلال الحرب على غزة، قائلةً إنّ ما يحدث يُنذر بالمرحلة الأخيرة لنهاية الصهيونية.
فيما يلي النص منقولاً إلى العربية:
اعتاد يشعياهو لايفوفيتش أن يقتبس من فرانتس غريلبارتسر، وهو مفكر من القرن 19، الذي حذر من الطريق المؤدية من الإنسانية إلى القومية إلى البهيمية، وأشهر اقتباساته في هذا السياق هي ملاحظاته في أعقاب حرب الأيام الستة.
وتنبأ حينها أنّ القومية المتصاعدة عاصفة ستدهور البلد إلى القومية المتعصبة والتطرف والخلاصية، ومن هناك الطريق إلى البهيمية قصيرة. وتوقع أن تكون المرحلة الأخيرة نهاية الصهيونية.
يبدو أنه لا يوجد خلاف – ربما باستثناء نفس البهائم – على أن “إسرائيل” في ذروة المرحلة الثالثة. هناك العديد من الوجوه لها، وغالباً ما يتم ذكر كلمات لايفوفيتش في سياق ما يحدث في الأراضي المحتلة وسكر القوة والعنف الخفيف العقل الذي يستدعي السيطرة على شعب آخر.
وفي هذا السياق، من الصعب عدم التطرق إلى ما يحدث في غزة، حيث يستمر وجودنا هناك أيضاً، لكن في هذا المقال أود أن أتطرق إلى البهيمية “النظيفة”، الممتزجة بالنقاش العام في الاستوديوهات والكنيست وفي أحاديث الصالونات.
كرامة الحيوانات في مكانها، لكن هناك شيء واحد تفتقر إليه: الحكم الأخلاقي. الأسد يلتهم الأضعف منه لأنه مضطر. إنه لا يقيم اعتباراً لأخلاقية الأمر وضميره لا يؤنبه.
ويبدو أنه في الأشهر الأخيرة، يمكن أيضا وضع شارة (النصر) V على هذه الظاهرة من البهيمية: فقدان التمييز بين الخير والشر.
لن أسرد هنا مجموعة من الأمثلة الواضحة – أي تلك التي يجب أن تكون بديهية – لفقدان التمييز بين الخير والشر، والتي تنشر بانتظام في هذه الصحيفة: معظم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة على مدار العام ونصف العام الماضيين ملوثة بفقدان كامل للمسار الأخلاقي.
ولم تعد المسألة موقف سياسي أو رؤية؛ يبدو أن الأشخاص الذين يقودون البلاد يشبهون أخلاقياً الرُضع، الذين يجب أن نشرح لهم مراراً وتكراراً، ببطء، ما هو جيد وما هو سيء، وما هو ممنوع وما هو مسموح به، على رأسهم، بالطبع، بنيامين نتنياهو، الذي لا ينبغي الاشتباه في عدم معرفته بما يحدث عندما تُسحب قطة من ذيلها، ويفعل ذلك على أي حال.
بهذا المعنى، وليس فقط به، فإن تقديم الاحتجاج المتزايد على أنه مجرد قضية سياسية بحتة أخرى، مثيرة للجدل – اليمين مقابل اليسار، وغير مناسب مقابل تسيّب – هو ظلم.
في عصر البهيمية وفساد المعايير وإضاعة الطريق والقسوة التي تقترب من الخبث، هناك محاولة صادقة هنا لرفع الرأس فوق مياه الزوال وإعادة الدولة إلى صورتها الإنسانية. الإمكانية الثانية هي السيناريو الكابوسي المرعب الذي يصعب تخيله: الوضع الحالي مستمر