رواية المتسلل إلى غزة
المؤشر 30-03-2024
بقلم: نافذ الرفاعي
في عامي هذا وفي معرض القاهرة الدولي، احتلني الكمد والقهر من موقف الكتاب والشعراء والموسيقيين والرسامين والمسرحيين إضافة إلى الفلاسفة والمفكرين ومشايخ وقساوسة العرب اجمعين،
يمرون على الإبادة بالارقام والحساب لإعداد الضحايا ، تحدثت وحاضرت وناقشت وشاركت في نقد هذا الذي اسميه:” السهو الكبير،” تلطيفا لخدر موقفهم، وركزت على أن الأرقام المجردة جزء من الإبادة وترسيخا للمذبحة، لان هؤلاء حكايا ومشاعر واحلام وتفاصيل صغيرة تضج فيها معاني الحياة، قلت: اكتبوا وارسموا وانشدوا ومسرحوا ووثقوا وحلللوا وحرموا الدم والقتل.
وعدت إلى الوطن بعدما عانقت الاديب الكبير يوسف القعيد، وأخبرته بأنني قرأت روايتين له في زنزانة عزلي، الاولى: الحرب في بر مصر ، والثانية: يحدث في مصر الان، وكنت سعيدا اني حرضت عشرات الشعراء والأدباء على الكتابة عن الإبادة.
وعدت مخمورا بدوري الاستفزازي لأقلام والوان وفتاوى،
صحوت وانا اشعر بالبرد، كيف احضهم واحرضهم وانسى نفسي.
في ذلك اليوم شرعت في كتابة رواية عن مغامرة صديقي “المتسلل إلى غزة”:
بحثا عن حبيبته الجريحة في مشفى المعمداني وعبوره الانفاق متسللا إلى رفح مع رفيقه ، بحثا عن أسرة الشاعر الذي هدم بيته ولا يدري عن أسرته احياء ام تحت الردم،
والسؤال هل نجح في تجاوز كل مناطق القتال والقصف والتدمير من رفح إلى المواصي إلى خانيونس مرورا بدير البلح وعبور مخيم المغازي و معسكر النصيرات، وصولا إلى جحيم وادي غزة، وتقوده قدماه إلى مدينة الزهراء، والتسلل إلى الشيخ عجلين ومن ثم تل الهوى.
وأخيرا يدخل مدينة غزة ويسلك طريق الجامعة الإسلامية وشارع الثلاثيني ويصل شمال منطقة الساحة،
لا يفصله سوى دقائق عن مشفى المعمداني حيث ترقد فتاته الجريحة نجاة،
لم يتبق سوى دقائق ، تساؤل كبير في ذهنه حول حبيبته ومدى إصابتها وفقدانها اسرتها تحت الردم.
نداؤها واستغاثتها به، يستحضر تفاصيل ذكريات الجامعة وعشقها له وعدم تمكنه من الزواج بها، تقوده المقادير إلى الوقوع في حمى اشتباك وقصف وتدمير وقنابل تهز اركان المكان، ويصاب جزء من المستشفى المعمداني ويحاصره جنود الاحتلال .
يتسلل ام يقتل ام يعتقل وهل يجدها بين الأحياء.
اسئلة احتلتني واعرف تفاصيلها التي جاهدت لوضعها على أوراق رواية هذا المتسلل.