هآرتس الاغتيالات ليست كلّ شيء.. والحرب ستنتهي بلا صورة انتصار لـإسرائيل
المؤشر 20-03-2024 تناولت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قضية الاغتيالات التي يزعم “جيش” الاحتلال تنفيذها ضدّ قادة في المقاومة الفلسطينية وحركة حماس في قطاع غزة، مشيرةً إلى الفشل الذريع لهذا الأسلوب تاريخياً في القضاء على المقاومة أو إلحاق الهزيمة بها.
وفي مقال كتبه يوسي ميلمان، المحلّل في شؤون الاستخبارات، أكّدت الصحيفة أنّ الوصول إلى قادة حماس واغتيالهم لن يقضي عليها، مشدّدةً على أنّ الحركة متجذّرة في المجتمع الفلسطيني، بالضفة الغربية وغزة والأردن ولبنان وسوريا، وخارج الشرق الأوسط أيضاً.
في السياق نفسه، ذكرت الصحيفة أنّ أحد أكثر الأوهام الإسرائيلية شيوعاً هو أنّ “قطع رؤوس” سيساعد في أن “تختفي المشكلة الفلسطينية”، وهو ما “يفهمه كثيرون، حتى في المؤسستين الأمنية والعسكرية”.
وأضافت “هآرتس” أنّ حماس “لا ترفع يديها” وتستسلم، بل إنّها تواصل القتال، بينما تغيّر تكتيكاتها. ووفقاً لها، يتجلى إصرار الحركة في حقيقة أنّ مجاهديها ينجحون في العودة إلى المناطق التي ادّعى “الجيش” الإسرائيلي احتلالها في غزة، ففي هذا الأسبوع عاد المقاومون لمواجهة قواته في محيط مستشفى الشفاء، شمالي القطاع.
في المقابل، يقوم “جيش” الاحتلال بنسب عدّة رتب إلى قادة المقاومة الذين يزعم اغتيالهم، في خطوة “تهدف بداهةً إلى تعظيم الذات، وإظهار مدى نجاحه في الحرب على حماس”، بحسب ما أوضحت الصحيفة.
لكن الواقع الميداني أكثر تعقيداً، وفقاً للصحيفة، حيث تلحق المقاومة بـ”الجيش” الإسرائيلي كثيراً من الخسائر في صفوف الجنود والضباط، فمنذ بدء المعارك البرية في القطاع سقط المئات منهم، بينما هناك عدة آلاف من المصابين أيضاً.
إضافةً إلى ذلك، ثمة الإصابات “غير المرئية”، إذ يعاني الكثيرون في صفوف “جيش” الاحتلال اضطرابات ما بعد الصدمة، والتي قد تظهر علاماتها بعد أشهر أو سنوات من انتهاء القتال، كما تابعت الصحيفة.
كذلك، ثبت في الواقع أنّ إحدى الفرضيات التي دأب الاحتلال على ترويجها، ومفادها أنّ كبار قادة حماس “يختبئون مع أسرى في أنفاق، من أجل استخدامهم دروعاً بشرية”، غير صحيحة، بحسب ما أوردته الصحيفة أيضاً.
“على إسرائيل ألا تنتشي بالاغتيالات”
“هآرتس” أضافت أنّه على مدى عقود من اغتيال قادة فلسطينيين وعلماء نوويين إيرانيين وغيرهم، وقع الكثيرون في حكومات إسرائيلية، وفي المؤسستين الأمنية والعسكرية، في “حبِّ استخدام هذه الوسيلة”.
وتابعت الصحيفة بقولها إنّ كل محاولات الحكومة ولجنة الخارجية والأمن، وخاصة منظمات التجسس، “لم تنجح في صياغة عقيدة اغتيالات”.
وأكّدت الصحيفة أنّه يجب تذكّر أنّ الاغتيالات في كلّ الأحوال “لها تأثير محدود وقصير الأجل”. وفي هذا الإطار، أشارت إلى اغتيال القائد في حزب الله، الشهيد عماد مغنية، عام 2008 في العاصمة السورية دمشق، في عملية مشتركة لـ”الموساد” ووكالة الاستخبارات المركزية.
ولفتت أيضاً إلى قيام الولايات المتحدة الأميركية باغتيال قائد قوة القدس في حرس الثورة الإيراني، الشهيد قاسم سليماني، في بغداد، عام 2020. وبشأن هذين الاغتيالين، شدّدت “هآرتس” على أنّهما “لم يُسفرا عن تحوّل استراتيجي، فحزب الله وقوة القدس يواصلان عملهما بقوة وعزيمة”.
وأمام ذلك، خلصت الصحيفة إلى أنّ “على إسرائيل ألا تنتشي بالاغتيالات.. يجب أن تفهم أنّها ليست كلّ شيء، وليست بديلاً عن الاستراتيجية”.
وأضافت أنّ الحرب على غزة “ستنتهي من دون صورة انتصار لإسرائيل، وحتى اغتيال قادة من حماس لن يغيّر هذه الحقيقة”، موضحةً أنّ “الطريقة الوحيدة لإخراج إسرائيل من مستنقع غزة هي خطوة استراتيجية سياسية متعددة الساحات”، في غزة والضفة الغربية داخل فلسطين المحتلة، إقليمية في الشرق الأوسط، ودولية.