الإقتصاد

الشيكل من بين العملات القليلة التي ضعفت مقابل الدولار منذ يناير

المؤشر 17-03-2025  رغم أن الدولار يشهد ضعفًا عالميًا، إلا أنه يزداد قوة مقابل الشيكل الإسرائيلي. فمنذ بداية العام، فقدت العملة الأمريكية قيمتها أمام معظم العملات الرئيسية، باستثناء الشيكل الذي سجل انخفاضًا بنسبة 2.4%. إلى جانب الليرة التركية، يعد الشيكل من بين أسوأ العملات أداءً مقابل الدولار خلال هذه الفترة.

أسباب تراجع الشيكل

هناك عدة عوامل ساهمت في ضعف الشيكل مقارنة بالدولار، أبرزها:

عدم اليقين الجيوسياسي

تصاعد التوترات الجيوسياسية، خاصة مع انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، أثر سلبًا على الشيكل. المستثمرون يتجنبون الأصول المرتبطة بالاقتصاد الإسرائيلي نتيجة حالة عدم الاستقرار.

الاضطرابات في وول ستريت

الانخفاضات الحادة في الأسواق الأمريكية دفعت المستثمرين المؤسسيين إلى التحوط بشراء الدولار، ما أدى إلى ارتفاع قيمته مقابل الشيكل.

سياسات الهيئات الاستثمارية

الهيئات المؤسسية في إسرائيل تحتفظ بنسبة من محافظها الاستثمارية بالعملات الأجنبية، وعندما تهبط الأسواق، تقوم بشراء المزيد من الدولار للحفاظ على الضمانات، مما يرفع سعره مقابل الشيكل.

تحولات الاتجاه في سعر الصرف

قبل أسابيع قليلة، كان الشيكل يسلك اتجاهًا مغايرًا، حيث كان من بين أقوى العملات عالميًا. إلا أن الصورة انقلبت رأسًا على عقب منذ بداية مارس، إذ ارتفع الدولار بأكثر من 1% مقابل الشيكل، بينما فقد بعض قوته أمام سلة العملات الأخرى.

في تلك الفترة، كان سعر الصرف يقارب 3.5 شيكل للدولار، إلا أنه ارتفع الآن بنحو 14 سنتًا، مما يعكس حالة من التقلبات الحادة المرتبطة بالاقتصاد الإسرائيلي والاضطرابات العالمية.

أداء الدولار عالميًا

على الرغم من ضعف الدولار عالميًا، حيث انخفض مؤشر الدولار (DXY) بمقدار 6 نقاط أساس خلال الشهرين الأخيرين، إلا أن سياسته الاقتصادية، خاصة تحت قيادة ترامب، تسببت في تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، ما زاد الضغوط على الدولار.

بحسب فيكتور بيهار، كبير الاقتصاديين في بنك هبوعليم، فإن هناك عاملين رئيسيين يضغطان على الدولار عالميًا:

البيانات الاقتصادية الضعيفة في الولايات المتحدة، التي تثير مخاوف الركود.

السياسات التجارية العدوانية، التي دفعت المستثمرين إلى الحذر في التعامل مع الدولار.

اليورو يكتسب زخمًا

في الوقت الذي يتراجع فيه الدولار، يحقق اليورو مكاسب ملحوظة. ويعزى ذلك إلى:

تعافي مؤشرات الأسهم الأوروبية مقارنة بضعف وول ستريت.

تحسن الأوضاع الجيوسياسية في أوروبا، مثل زيادة الإنفاق الحكومي الألماني واستمرار المحادثات الروسية الأوكرانية، مما يعزز استقرار السوق الأوروبي.

التوقعات المستقبلية

بالنظر إلى الأوضاع الحالية، فإن استمرار التقلبات في وول ستريت واستمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي قد يُبقي الشيكل في موقف ضعيف أمام الدولار. وعلى الرغم من التوقعات العالمية باستمرار تراجع قيمة الدولار، إلا أن العوامل المحلية قد تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد مسار الشيكل خلال الأشهر القادمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى