نجح ترامب و فشل الجميع!!
المؤشر 22-01-2025
الكاتب: رامي مهداوي
لطالما اعتُبر دونالد ترامب شخصية مثيرة للجدل. بالنسبة للبعض هو رجل أعمال جريء متسرع مقامر ورئيس يعيد صياغة قواعد اللعبة. بالنسبة لآخرين، هو زعيم عاطفي وغير متزن. ومع ذلك، يبدو أن “الجنون” الذي يُتهم به ترامب قد أثمر في تحقيق إنجازات غير متوقعة، كما يظهر في الاتفاق الذي أُبرم لوقف إطلاق النار في غزة.
هذا الاتفاق، الذي كان بعيد المنال طيلة فترة إدارة الرئيس جو بايدن، أصبح حقيقة بعد تدخلات إدارة ترامب القادمة، على الرغم من أن ترامب لم يبدأ ولايته بعد. كيف حدث ذلك؟ يكمن السر في نهج ترامب غير التقليدي الذي قلب الطاولة على الجميع.
لأكثر من عام، بقيت إدارة الرئيس جو بايدن تراوح مكانها فيما يتعلق بالحرب على غزة. ووضعت خطوطًا حمراء لإسرائيل، لكنها لم تجرؤ يومًا على فرض أي تبعات حال تجاوزها لتلك الخطوط. بدت السياسة الأمريكية في عهده كأنها قائمة على فكرة “تجنب الخلاف” مع إسرائيل بأي ثمن. وقد أقر بذلك وزير الخارجية المنتهية ولايته أنتوني بلينكن، الذي اعترف أن أي إشارة لاختلاف وجهات النظر بين واشنطن وتل أبيب كان يُنظر إليها على أنها تهديد للعلاقة الاستراتيجية بين البلدين.
ما يميز ترامب عن أسلافه هو استعداده لتحدي هذا النهج التقليدي. لم تكن فلسفة ترامب تقوم على الحفاظ على العلاقة من خلال المجاملات الدبلوماسية، بل على العكس، كان يرى أن تحقيق صفقة هو الهدف الأسمى. هذا الأسلوب جعل منه لاعبًا غير متوقع، وهو ما أكسبه نفوذًا إضافيًا في المفاوضات، فإن ترامب استخدم نفوذه بشكل مباشر وصريح على بنيامين نتنياهو، ما أجبر الأخير على قبول اتفاق وقف إطلاق النار.
تجلت هذه الديناميكية في اختيار ستيف ويتكوف كمبعوث خاص للشرق الأوسط. لم يكن ويتكوف دبلوماسيًا تقليديًا، بل كان رجل أعمال يتميز بالسرعة والشراسة في تحقيق النتائج. ردوده الحادة وعدم اكتراثه بالمجاملات الدبلوماسية المعتادة، كما ورد في تقارير إسرائيلية، كانت تعكس رؤية ترامب العامة: تحقيق النتائج بسرعة وبأقل قدر من المجاملات.