كتاب المؤشر

جنين جراد- الجزء الأصيل الدائم من الوطن

المؤشر 23-12-2024 

بقلم : ربحي دولة

جنين الجزء الأصيل من الوطن فلسطين ومنذ النشأة كان لهذه المدينة دورها الريادي في المواجهة مع كل الغزاة المُحتلين، واذا تحدثنا عن بريطانيا كانت مدينة جنين من أوائل الُمدن التي شكلت مجموعات عسكرية لمواجهة الاستعمار وقد خاضوا معركةً بقيادة الشهيد عزالدين القسام الذي استشهد في أحراش يعبد وبعد انسحاب بريطانيا من فلسطين لتُعلن دولة الكيان وجودها على أنقاض قُرانا ومُدننا حاول الصهاينة احتلال المدينة وحاصرها، إلا أن مُقاتليها وبدعم من الجيش العراقي ومُقاتلي شعبنا استطاعوا دحر المُحتل عن المدينة بعد أن كبدوه خسائر بشرية كبيرة.
وبعد احتلال دولة الكيان لباقي فلسطين ساهمت جنين مُساهمة كبيرة في معركة المواجهة مع المحتل وكان لأبناء هذه المدينة دوراً كبيراً في النضال الفلسطيني وإبان الانتفاضة الاولى شكلت جنين أول مجموعات عسكرية أطلق عليها “الفهد الأسود” ضمت خيرة مقاتلي حركة فتح والتي كان دورها بالاضافة إلى مواجهة المُحتل الاقتصاص من العُملاء وتصفيتهم لحماية الانتفاضة من الانهيار.
وعند تأسيس السلطة الفلسطنية كان لأبناء هذه المدينة والمحافظة دور كبير في بناء مؤسسات الوطن وقيادتها وكان ومازال دورهم طليعي ومميز لما اكتسب ابناؤها من الإرث التاريخيّ الذي خلفه أبناء هذه المحافظة، ومع تعثر مفاوضات الحل النهائي وتجرؤ الهالك شارون على تدنيس المسجد الأقصى هبت جماهير شعبنا في انتفاضة الأقصى دفاعاً وتطهيراً لهذا المسجد العظيم من دنس المُحتل، وشكلت حركة فتح ذراعها العسكرية كتائب شهداء الأقصى والتحمت الجهود مع أبناء المؤسسة الأمنية، حيث كان لهذه المدينة نصيب الأسـد من العمليات البطولية التي نفذها ابناؤها في العُمق الصهيوني، حيث تكبد هذا المُحتل الخسائر الكبيرة بفعل هذا العنفوان الذي سطره مقاتلي حركة فتح في كل الوطن وفي مدينة جنين ومخيمها الباسل ومن منا لا يتذكر معركة مخيم جنين التي قادها البطل “ابو جندل ” والذي سطر ملاحم بطولية إلى جانب العشرات من المقاتلين الذين استطاعوا إيقاع الخسائر الكبيرة في صفوف جيش الاحتلال .
وفي ظل غياب الأفق السياسي _ لم ينزل_ مُقاتلي هذه المدينة عن الجبل وظلوا على العهد حتى دخلت ايدي خفية حاولت حرف البوصلة عن مسارها وتحويل الصراع من مواجه المُحتل إلى خلق انقسامات داخلية نحو مواجهة فلسطينية – فلسطينية كما حصل في غزة عندما قامت حماس وبسلاح كانت تروج له انه سلاح للمقاومة فوجهها إلى صدور ابناء حركة فتح وقتلت المئات تنفيذاً لبرنامج مرشدهم الإيراني .
آن الاوان أن يقول شعبنا كلمته بحق كل من تسول له نفسه المساس بوحدة شعبنا والعبث بالسلم الأهلي واذا كانت المقاومة نتيجتها ترويع الشعب وتخريب مقدراته فلا داعي لها لأن المقاومه تعني العطاء والتضحية، وأن يشعر الشعب بالأمن والأمان ليُشكل حاضنة شعبية تحمي هذه المقاومة ليصبح هناك تناغم بين العمل الوطني والنضالي وبين مصالح الشعب
ومن هنا يجب على العقلاء من أبناء مُخيم جنين ومدينتها احتواء ما يجري الآن وأن يقطعوا الطريق على الانتهازيين الذين يحاولون ركوب الموجة ليظهروا بمظهر يُحملوا به فشلهم الوطني والسياسي .
إن الحملة الأمنية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية إنما هو الدور الطبيعي لأي سلطة في العالم بسط سلطة القانون وحماية المواطن ليعيش الأمن والأمان وأن يمحي صورة الرعب من مخيلته

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى