كفى استخفافاَ بعقولنا يا أولي أمرنا
المؤشر 16-11-2024
بقلم : ابراهيم ابراش
بالرغم من كل ما لحق بشعبنا من موت ودمار وخصوصا في قطاع غزة وما تتعرض له القضية الوطنية من خطر وجودي،فإن الأحزاب الفلسطينية ما زالت عاجزة عن تحقيف أي مصالحة أو وحدة وطنية حتى أختلفوا على مجرد تشكيل لجنة لإسناد أهالي قطاع غزة ،في الوقت الذي تواصل اسرائيل عدوانها وتتوسع فيه وتُتهيأ لضم الضفة الغربية!
ضمن هذا المشهد كيف سننتصر أو على الأقل نحافظ على وجودنا الوطني ونترك للأجيال القادمة فرصة استكمال مشروع التحرير والعودة؟
صحيح لا يوجد حتى الآن وضوح في أهداف إسرائيل تجاه غزة وما إن كانت ستنسحب منه أم تُعيد الاحتلال والاستيطان فيه أو في الجزء الشمالي منه، ولا حول اليوم التالي لوقف الحرب على غزة وضمن أي شروط سيتم وهل سيكون في إطار صفقة تبادل تكون حماس طرفاً فيها أم بدون حماس؟ وهل إسرائيل معنية بالقضاء النهائي على حماس أو معنية بوجود بقاياها في غزة للحفاظ على الانقسام؟ ولكن الأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية معروفة وهي تنجاوز فلسطين.
وسط كل هذا الغموض والمقصود من طرف اسرائيل في التعامل مع قطاع غزة أعلن الرئيس أبو مازن من تركيا وفي جلسة للبرلمان التركي في أغسطس استعداده وكل القيادة للذهاب لقطاع غزة ومد نفوذ السلطة له، وكان رد إسرائيل وحركة حماس سريعاً برفض عودة السلطة لغزة!.
مع تواصل جرائم إسرائيل وخصوصاً في شمال القطاع تقدمت مصر بمبادرة تشكيل لجنة إسناد مجتمعي لغزة تتبع السلطة الفلسطينية فاختلفت حماس ومنظمة التحرير حول المرجعية السياسية والمالية للجنة، وهل ستباشر عملها قبل وقف الحرب أم بعده؟ ومن سيستلم المساعدات وأموال إعادة الإعمار وهل ستكون حماس مشاركة في اللجنة، وعلاقة اللجنة بحكومة حماس أو بقاياها في غزة ؟ ولم يراعي المتحاورون حال الشعب في غزة وما يخطط العدو لغزة وكل القضية ولا موقف إسرائيل من اللجنة وعودة السلطة لغزة، وكان العناد الأكبر من حركة حماس التي تصر على استمرار سلطتها في غزة.
مع مجيء ترامب توقف الحديث عن اللجنة وبات الكل الفلسطيني والعربي ينتظر مبادرة جديدة من ترامب والتي لا يبدو أنها ستكون أفضل من صفقة القرن الترامبية.
وهكذا في الوقت الذي يختلف فيه الفلسطينيون على مجرد تشكيل لجنة لإنقاذ أهالي غزة من الموت والجوع، تواصل إسرائيل حربها ومخططاتها في غزة والضفة ولا تُعير أي اهتمام لا للسلطة ولا للمقاومة ومحورها ولا للمؤتمرات العربية والإسلامية ولا للمنتظم الدولي وكانت خطوتها الأخيرة هي الإعلان عن استعدادها لضم الضفة في نفس يوم انعقاد القمة العربية والإسلامية في الرياض حول دعم قيام الدولة الفلسطينية!.
فمتى سترتقي الطبقة السياسية الفلسطينية لمستوى الحدث وخطورته وتُثبت أنها تمثل الشعب أو على الأقل تشعر بمعاناته؟
صحيح هناك فروقات بين موقف منظمة التحرير وحركة حماس لصالح المنظمة،ولكن المسؤولية في النهاية عن تردي الوضع الفلسطيني الداخلي يتحمله الجميع.
الشعب الفلسطيني يمر بمرحلة قد تكون أكثر خطورة من المرحلة التي سبقت نكبة ٤٨ وإن لم يتم تدارك الأمر فنحن مقبلون على نكبة جديدة ، لن تنهي القضية الفلسطينية بالتأكيد لأن حياة الشعوب وحركات التحرر الوطني لا ترتهن بوجود الأحزاب وحياة قادتها، ولكنها ستؤدي لانهيار النظام السياسي والسلطة وستضع الشعب والقضية في متاهة جديدة.