كتاب المؤشر

تصريح خالد مشعل: “لسنا مستعجلين بالتوصل إلى اتفاق وقف النار” للاستهلاك والدعاية الإعلامية

المؤشر 21-09-2024  

بقلم : عمران الخطيب

صرح خالد مشعل، رئيس جناحها السياسي في الخارج، بأن حركة حماس ليست على عجل للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، طالما أن الشيخ المجاهد خالد مشعل بخير ويعيش في أمارة قطر، حيث يقبع في أمن وأمان بالعاصمة القطرية الدوحة، حيث القواعد الأمريكية، وخاصة قاعدة العتيد، التي تعتبر من أهم القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط. وبكل تأكيد، لا يعاني مشعل من فصل التيار الكهربائي ولا من انقطاع المياه، ويتناول المياه المعدنية وكل ما هب وطب من المأكولات، بما في ذلك الخرف المحشي، كما لا يعاني من ضيق الحال، حيث تغدق إمارة قطر ملايين الدولارات الأمريكية. كما سبق وقدمت قطر ما يناهز 30 مليون دولار أمريكي شهريًا مخصصة لقيادات حماس في قطاع غزة للاستمرار في السيطرة على القطاع. وبدون أدنى شك، فإن حماس قد حكمت قطاع غزة بكل ما تملك من قوة، بل كان أهون عليها أن تعيد “إسرائيل” احتلال قطاع غزة، كما حدث نتيجة معركة طوفان الأقصى الخالدة يوم السابع من أكتوبر، ولا أن تعود السلطة الوطنية الفلسطينية لحكم قطاع غزة إلى جانب الضفة الغربية.

ويقول مشعل من الدوحة لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن الحركة “تنتصر في الحرب وستلعب دوراً حاسماً في مستقبل غزة”، مشيراً إلى أن “افتراض غياب حماس عن المشهد الغزاوي بعد انتهاء الحرب أمر خاطئ”، مؤكدًا أن حماس لن تتخلى عن مطالبها الرئيسية بإنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة. وأكد أن حركة حماس قد صمدت على مدى الأشهر الماضية وأدخلت الجيش الإسرائيلي في حالة استنزاف، وأشار إلى أن حماس دخلت في مفاوضات لوقف إطلاق النار منذ أشهر مع “إسرائيل” عبر الوسطاء المصريين والقطريين والأمريكيين، ولكنه شدد على أن الحركة لن تتنازل عن مطالبها.

الغريب في الأمر أن مشعل لم يتحدث عن ما يقارب، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، بأن عدد الشهداء المعلن عنهم 41 ألف شهيد وما يزيد عن 100 ألف جريح ومصاب، وآلاف المعتقلين من قطاع غزة، وتدمير نحو 85% من القطاع، بما في ذلك آلاف المنازل والتجمعات السكنية والأبراج والمناطق التجارية والجامعات والمدارس والمؤسسات العامة، بما في ذلك المستشفيات والمساجد والكنائس، بما في ذلك المجلس التشريعي الفلسطيني. كل ذلك يعتبر من التفاصيل، لذا لم يتطرق مشعل لمثل هذه الأرقام التي قد لا تكون مهمة. المهم أن حماس وقياداتها في الدوحة بألف خير.

مثل هذه التصريحات لقيادات حماس تؤكد أن الشعب الفلسطيني، وخاصة شعبنا في قطاع غزة، خارج حساباتهم. ولذلك، فإن حماس سبق وقد أفشلت مختلف جلسات الحوار الوطني من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ومغادرة الانقسام والخلافات داخل الساحة الفلسطينية بمكوناتها المختلفة.

وشاهد على ذلك أن حماس قد تراجعت عن مختلف جلسات الحوار من مكة إلى اليمن إلى القاهرة وبيروت والجزائر وموسكو والصين. القضية الأساسية لدى حماس هي أن تكون البديل، وقد تذهب إلى اتفاق مع “إسرائيل” من خلال الوسطاء، قطر وتركيا على وجه التحديد. وأعتقد أن حماس ستقدم تنازلات سخية إلى أبعد الحدود مقابل استمرار إدارة الحكم في قطاع غزة. ولا أعتقد أن الدور الأمريكي ينحصر في عملية وقف إطلاق النار خلال مفاوضات الدوحة والقاهرة. كلا الطرفين، حماس و”إسرائيل”، لا يعنيهم حل الدولتين والشرعية الدولية، فقد يتم الوصول إلى تفاهمات بين الجانبين حول مستقبل غزة وإقامة “دويلة” فلسطينية على غرار “دويلة سعد حداد” في جنوب لبنان. هذه القراءة ليست مجرد اتهامات، بل قد تصبح أمرًا واقعيًا في حال نجاح دونالد ترامب في الرئاسة مرة أخرى للإدارة الأمريكية.

أرجو أن أكون مخطئًا وأن تخرج حماس من حساباتها الضيقة. أود التأكيد أن موسى أبو مرزوق قال: حاولت الاتصال مع السفير الجزائري في الدوحة، ولكن لم يرد على الجوال، وكان الهدف الأساسي العودة إلى حوار الفصائل الفلسطينية في الجزائر، ونبدأ من حيث كانت الخلافات في ذلك الوقت حول التزام حكومة الوحدة الوطنية بأن تلتزم بقرارات الشرعية الدولية. ويبدو أن مشعل يملك أبعد من ذلك من قبل الإدارة الأمريكية عبر الوسيط القطري أو بشكل مباشر من قبل ويليام بيرنز، مدير المخابرات الأمريكية، المسؤول الأول عن مختلف جلسات المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى