منجد صالح: حربُ الابادة وحربُ الشاحنات
المؤشر 14-09-2024
بقلم : السفير منجد صالح
احتلال اسرائيل لفلسطين وعدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني يتمحور جوهره بالابادة الجماعية والتطهير العرقي، بداية على ايدي العصابات الصهيونية الهاغانا وشتيرن وارغون وبلماخ وغيرها، التي انضوت فيما عُرف بالجيش الاسرائيلي، ارتكبت مجازر دير ياسين وقبية وكفر قاسم، ومذبحة مدرسة اطفال بحر البقر المصرية، ومجزرة قانا الاولى وقانا الثانية اللبنانية، وصبرا وشاتيلا ومخيم جنين، وحرب الابادة الجماعية ضد قطاع غزة والضفة الغربية،
في مواجهة هذه الوحشية الصهيونية المدعومة من امريكا ودول الاستعمار، انخرط الشعب الفلسطيني في مقاومتها، منذ البداية، بالاحتجاجات والاضرابات والثورات والهبّات والانتفاضات، وحرب الحجارة وحرب السكاكين، ومؤخرا حرب الشاحنات،
امريكا تزوّد اسرائيل بآخر ما توصلت اليه من اسلحة تدميرية حديثة، تُجرّبها على المدنيين في غزة وفي جنوب لبنان واليمن،
والفلسطينيون يقاومون بالمتوفر والمُتاح من ادوات المقاومة والقتال والنضال،
يخترعون انماطا جديدة في نضالاتهم لدحر الاحتلال ونيل حقوقهم واستقلالهم التام:
حرب الحجارو او انتفاضة الحجارة التي اصبحت معروفة في ارجاء العالم،
وحرب السكاكين، ومحاولات الدهس، وحرب الشاحنات وسائقي الشاحنات،
حرب الابادة الجماعية الاسرائيلية في غزة تستفز القاصي والداني، القريب والبعيد، ولها ارتداداتها المحلية والاقليمية والعالمية،
لقد طفح الكيل وطال ظلام الظلم، وتمادت اسرائيل في قمعها وتدميرها واحتلالها،
الاحتلال الوحيد الباقي في هذا العالم في هذا القرن!!،
نتنياهو وقادة اسرائيل السياسيين والعسكريين لا يُريدون ان يصلوا إلى قناعة انّ الامور تتغيّر وان العالم يتغيّر،
وان شعوب العالم فهمت وتفهم ما يجري في فلسطين وما تمارسه اسرائيل من بطش وتدمير، مصحوبا “بمعزوفات من الرياء والمداهنة وتزييف الحقائق”، “وتغطية نور الشمس بغربال”!!
اسرائيل نعم ما زالت الابن المدلل للادارة الامريكية، الداعم الاكبر والدائم لجرائم اسرائيل المتتالية المضطردة، وحاميتها في المحافل الدولية،
لكن دول وشعوب العالم سئمت من هذا الدلال، ورأت الحقيقة عارية مجرّدة امام اعينها واعين كاميرات وشاشات وسائل الاعلام،
اسرائيل دولة عنصرية، دولة احتلال يتناقض مع الديمقراطية وحقوق الانسان،
دولة فصل عنصري، ابارتهيد، دولة بجيش يمارس الابادة الجماعية ضد مدنيين،
دولة ما زالت تعتقد نفسها فوق القانون الدولي والانساني والمعاهدات والمواثيق الدولية، ومحكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية،
العالم يتغيّر ويفهم ويتبصّر واسرائيل تُعاند وتتمسّك برواياتها المزعومة المكررة التي لم تعد تنطلي على شعوب العالم.