شكوك حول النصائح الطبية المقدمة من روبوتات الذكاء الاصطناعي
المؤشر 10-08-2024 مع ظهور مشكلة صحية أو الشعور بألم ما، أول ما يقوم به الكثيرون هو البحث عبر الإنترنت عن الأسباب المحتملة وراء هذه المشكلة. إلّا أنه مع التطور السريع الذي يشهده حالياً مجال الذكاء الاصطناعي (AI)، تظهر المزيد من الطرق الرقمية المبتكرة للحصول على المشورة الطبية من روبوتات الدردشة.
وتقدم الكثير من الأدوات والبرامج، وأشهرها تطبيق “تشات جي بي تي” ChatGPT على سبيل المثال، إمكانية الوصول إلى المعلومات الطبية من دون الحاجة إلى استشارة الأطباء المتخصصين.
ولكن في الوقت الذي حاولت فيه غالبية الأبحاث السابقة تقييم آداء البرامج والتطبيقات المتاحة في هذا المجال، وفقاً لموقع “ناتشر” المتخصص في نشر الأبحاث العلمية، تسعى دراسة حديثة إلى التنبؤ بمستقبل هذا النوع من الخدمات القائمة علي الذكاء الاصطناعي من خلال قياس ردود فعل المستخدمين.
فمن خلال دراسة أجراها باحثون في جامعتي “فورتسبورغ” الألمانية و”كامبردج” البريطانية وشركة “فايزر فارما”، تمّ عرض سيناريوهات مختلفة بخصوص مصادر المشورة الطبية على ثلاثة مجموعات من المشاركين وصل عددهم إلى حوالى 2500 شخص.
وتلقى جميع المشاركين في الدراسة استشارات طبية متطابقة مع التغيير فقط في مصادرها، حيث تراوحت المصادر ما بين “الذكاء الاصطناعي” و”طبيب بشري” و”ذكاء اصطناعي مع طبيب بشري”.
وعلي الرغم مما يتمتع به الذكاء الاصطناعي من إمكانات هائلة في المجال الطبي، ومستويات مرتفعة من الدقة في تشخيص الأمراض، وجد الباحثون أنّ المرضى أقل استعداداً لاتباع النصيحة الطبية إن كان الذكاء الاصطناعي يشارك فيها.
وأشارت النتائج إلى وجود “تحيّز ضد الذكاء الاصطناعي عند تلقي المشورة الطبية الرقمية، حتى عندما يُفترض أنّ الذكاء الاصطناعي يشرف عليه الأطباء”.
وقام المشاركون في الدراسة بتقييم النصيحة الطبية الصادرة عن ”الذكاء الاصطناعي” و”طبيب بشري مع ذكاء اصطناعي” بأنها أقلّ موثوقية وأقل تعاطفاً مقارنةً بالمشورة البشرية.
وأوضح موريتز ريس، الباحث بجامعة “فورتسبرغ” والمشارك في الدراسة ، لموقع مجلة “دير شبيغل” الألمانية أنّ “الدراسة لا تركز على الخصائص التقنية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وإنما بظروف استخدامها من جانب المرضى”.
وقال ريس: “لا تتعلق مسألة الاستخدام المستقبلي للذكاء الاصطناعي في الطب في المستقبل بما هو ممكن تقنياً فحسب، بل أيضاً بمدى تقبل المرضى له”، مشيراً إلى أنه “من الضروري التثقيف بالذكاء الاصطناعي بشكل عام”.
كما أكّد على “أهمية الدور الذي تلعبه ثقة المريض في أنّ الطبيب البشري في النهاية هو الذي يملك دائماً سلطة اتخاذ القرار الأخير مع المريض