شركات ناشئة في “سيليكون فالي” تواجه خيارات صعبة في مجال الذكاء الاصطناعي
المؤشر 03-08-2024 تواجه الشركات الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي التوليدي واقعاً قاسياً يثير تساؤلات عن احتمال زوالها، إذ ما إن تؤسَّس وتبدأ العمل حتى تجد نفسها أمام تحديات تفرضها المجموعات الرقمية العملاقة في المجال.
كانت الشركات الناشئة في “سيليكون فالي” حتى فترة قريبة غارقة بالأموال، لكنّ ارتفاع أسعار الفائدة أدّى إلى تغيير الوضع بشكل جذري فجفّت المصادر.
وبسبب نقص التمويل، شهدت شركات ناشئة واعدة كثيرة على غرار “إنفليكشن ايه آي” أو “أديبت”، رحيل رؤسائها بعدما تلقّوا دعوات للانضمام سرّاً إلى المجموعات الرئيسية في القطاع.
ويواجه عدد من هذه الشركات، مثل”كاركتر ايه آي”، كل الصعوبات الممكنة في جمع الأموال اللازمة للحفاظ على استقلاليته، بينما يتم الإشارة إلى شركات أخرى، مثل شركة “ميسترال” الفرنسية، كأهداف محتملة للاستحواذ.
حتى شركة “أوبن ايه آي” التي ابتكرت برنامج “تشات جي بي تي” الشهير، باتت مقيّدة بفعل شراكتها مع “مايكروسوفت”، إحدى أكبر الشركات لناحية القيمة السوقية في العالم.
ومن بين الشراكات المماثلة في القطاع، تلك التي تجمع “أمازون” و”أنثروبيك”.
أما السبب وراء ذلك فيعود إلى أنّ تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مكلف جداً لدرجة أنّ وحدها المجموعات الكبرى في المجال كـ”مايكروسوفت” و”غوغل” و”أمازون” قادرة على تمويلها.
ومن أجل جعل “تشات جي بي تي” قادراً على إنشاء نص يحاكي الإبداعات البشرية في ثوانٍ، يتطلّب الأمر نوعاً من التكنولوجيا التي تستند إلى مستويات مذهلة من القدرات الحاسوبية متأتية من خوادم مخصصة لتدريبها.
ويقول بريندان بيرك، المحلل المتخصص في الذكاء الاصطناعي لدى “بيتش بوك” إنّ “الشركات الناشئة في هذا القطاع أسسها مديرو أبحاث سبق أن عملوا لدى المجموعات الرقمية العملاقة، وهي تتطلّب موارد لا تملكها إلا الشركات الكبرى في الخدمات السحابية”.
ويضيف: “إنهم لا يتبعون المسار الكلاسيكي لرجال الأعمال المتمثل في تحقيق المزيد بموارد أقل، بل على العكس يريدون إعادة إنتاج الظروف التي اختبروها خلال عملهم في مختبرات الأبحاث التي تحظى بتمويل جيد جداً”، وأنّ معظم الشركات الناشئة في هذا القطاع ومن بينها “إنفليكشن” و”أديبت”، أسّسها موظفون سابقون في “غوغل” و”أوبن ايه آي”.
لكّن بيرك يحذّر من احتمال “القضاء على المنافسة” و”من وضع نهائي يتمثل في هيمنة ثلاث مجموعات كبيرة على كل شيء”.
وتتمحور المسألة الساخنة في “سيليكون فالي”، بحسب بيرك، على ما إذا كانت الجهات التنظيمية ستتدخل في نهاية المطاف أم لا.. ففي الواقع، تواجه الشركات الرقمية العملاقة اعتراضات متزايدة لمواجهة شهيتها الكبيرة على الشركات الناشئة ذات الإمكانات العالية