الإقتصاد

هل ينقض ترامب بـ”سرعة وغضب” على اقتصاد الصين؟

المؤشر 21-07-2024   أثارت احتمالية فوز الرئيس السابق دونالد ترامب بولاية ثانية مخاوف بين الاقتصاديين والمراقبين في الصين، والذين يخططون للعواقب المحتملة على ثاني أكبر اقتصاد في العالم في حال تحقق الفرضية. ويمكن أن يؤدي موقف ترامب بشأن التجارة إلى حرب تجارية جديدة أكثر حدة مع الصين، وفقا لبلومبيرغ.

تأثير اقتصادي محتمل

ويقدر خبراء اقتصاديون من بنك غولدمان ساكس أن فرض تعريفة جمركية أميركية بنسبة 60% على البضائع الصينية يمكن أن يخفض الناتج المحلي الإجمالي للصين بنحو نقطتين مئويتين.

وعلى نحو مماثل، يتوقع الاقتصاديون في بنك “يو بي إس” انخفاض نمو الصين بنسبة 2.5 نقطة مئوية على مدى عام. ويشكل هذا تهديدا كبيرا للاستقرار الاقتصادي في الصين، التي تتصارع بالفعل مع تحديات على صعد مختلفة

وكان اختيار ترامب لجيه دي فانس، السيناتور الأميركي اليميني المتطرف المعروف بخطابه المناهض للصين، لمنصب نائب الرئيس، سببا في تفاقم المخاوف بشأن سياسة تجارية عدوانية، وفق ما قالته الوكالة.

وتتوقع سارة بيانكي، كبيرة الإستراتيجيين للشؤون السياسية الدولية في “إيفر كور” في حديث لبلومبيرغ، أن زيادات الرسوم الجمركية وغيرها من التدابير ستأتي “سريعة وغاضبة” إذا هزم ترامب الرئيس جو بايدن.

سياق تاريخي

ولم يكن للحرب التجارية الأولى التي شنها ترامب عام 2018 تأثير شديد على الولايات المتحدة كما توقع كثيرون وفقا لبلومبيرغ. ولم يكن هناك ارتفاع ملحوظ في التضخم، ولم تكن هناك ضربة كبيرة للتوظيف أو الأسواق المالية.

وقد دفع هذا البعض في واشنطن إلى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة يمكنها تحمل جولة أخرى من التعريفات بدون أضرار اقتصادية كبيرة، كما أشار يانمي شيه من شركة جافيكال للأبحاث لبلومبيرغ.

وتشير الوكالة إلى أن تعهد ترامب بإجراء المزيد من التخفيضات الضريبية من شأنه أن يدفع الجمهوريين إلى البحث عن مصادر دخل بديلة. وتوفر التعريفات خيارا قابلا للتطبيق.

ويؤكد توبين ماركوس وتشوتونج تشو من شركة وولف للأبحاث أنه لكي يبدو أكثر صرامة في التعامل مع الصين، فإن الجمهوريين قد يضغطون من أجل اتخاذ إجراءات أكثر صرامة.

آثار أوسع

ومن الممكن أن تؤدي زيادة الرسوم الجمركية بشكل كبير -وفقا لبلومبيرغ- إلى “فصل صارم” بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى التعجيل بتجزئة الاقتصاد العالمي إلى كتل متميزة، وفق ما حذر صندوق النقد الدولي

وأشار دا وي، خبير العلاقات الصينية الأميركية في جامعة تسينغهوا في بكين، إلى أن مثل هذه التعريفات يمكن أن تتسبب في انهيار التجارة الثنائية إلى 100 مليار دولار أو أقل، وهو انخفاض كبير من 575 مليار دولار المسجلة في العام الماضي.

التعريفات الجمركية كأداة للتفاوض

وادعى ترامب أن التعريفات الجمركية توفر نفوذا كبيرا في المفاوضات، مشيرا إلى أنه قد تكون هناك إمكانية للتوصل إلى شكل من أشكال الصفقة.

ومع ذلك، فإن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق من شأنه أن يطرح العديد من التحديات التشغيلية، وفق ما ذُكر من قبل الإستراتيجيين في بنك غولدمان ساكس.

وفي خطابه أمام المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، أشار ترامب إلى أنه سيشجع الشركات الصينية على إقامة عمليات في الولايات المتحدة.

وقال: “الطريقة التي سيبيعون بها منتجاتهم في أميركا هي التي تكون صناعتها في أميركا، بكل بساطة”.

ويعكس هذا النهج إستراتيجية التسعينيات حيث نقلت شركات صناعة السيارات اليابانية إنتاجها إلى الولايات المتحدة لتجنب التعريفات الجمركية، على الرغم من أن نجاحها في المناخ الجيوسياسي الحالي لا يزال غير مؤكد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى