كتاب المؤشر

الماء في غزة مأساة إنسانية تتفاقم

المؤشر 20-07-2024   

بقلم : رامي مهداوي

تعد أزمة المياه في فلسطين، سواء في غزة أو الضفة الغربية، من أبرز التحديات التي تواجه السكان وتؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية. يعاني الفلسطينيون من نقص حاد في المياه نتيجة للاحتلال الإسرائيلي وسياساته المائية، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية وتزايد الطلب على المياه بسبب النمو السكاني.

يعيش سكان قطاع غزة، البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، في وضع كارثي فيما يتعلق بالحصول على المياه الصالحة للشرب. يعتمد القطاع بشكل كبير على المياه الجوفية التي أصبحت ملوثة وغير صالحة للاستخدام البشري بسبب تسرب مياه البحر والمخلفات الصناعية والزراعية إليها. وتزيد الحرب المستمرة والحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2007 من تفاقم الأزمة.

منذ بداية الحرب على غزة، تفاقمت الأزمات الإنسانية على جميع الأصعدة، مما أثر بشدة على الحياة اليومية للسكان. مع نزوح مئات الآلاف من المواطنين جنوب قطاع غزة، وتحديد هذه المناطق من قبل الاحتلال الإسرائيلي كمناطق آمنة، انتقل النازحون للعيش في خيام تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. ومن بين القضايا الأشد تأثيرًا، برزت أزمة المياه بشكل لافت، خاصة مياه الشرب التي أصبحت غير صالحة للاستخدام الآدمي، مما جعل المواطنين عاجزين عن الحصول على بدائل مناسبة.

في جنوب قطاع غزة، التي صنفتها سلطات الاحتلال كمناطق إنسانية، توجد فقط محطتان لتحلية المياه. ومع اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، زادت أزمة المياه سوءًا بعد أن قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود لمحطات التحلية نتيجة إغلاق كافة المعابر وفرض حصار شامل ومشدد على القطاع، إضافة إلى سيطرتها على معبر رفح جنوب القطاع. وقد أدى ذلك إلى شح كبير في مياه الشرب.

تأثير نقص المياه على الحياة اليومية

الواقع اليومي للنازحين في هذه المناطق أصبح مأساويًا. في ظل غياب الجهات المختصة، خاصة الهيئات المحلية والبلديات التي لم تقم بأي دور يُذكر، تُرك النازحون يبحثون عن أي مصدر للمياه بأنفسهم. لم يتم توفير أي تسهيلات أو خدمات في مخيمات النزوح. ومع ارتفاع درجة الحرارة في الصيف، زادت معاناة الناس بشكل كبير.

سعر جالون المياه الذي كان يباع بـ 2 شيكل ارتفع ليصل إلى 5 أو 6 شيكل. استغل بعض التجار هذا الوضع، وأغرقوا السوق بالمياه المعدنية بأسعار مرتفعة لا يستطيع النازح العادي تحملها. بعد تسعة أشهر من الحرب الشرسة التي دمرت مصادر رزق الناس، لم تعد لديهم القدرة على شراء المياه أو الاحتياجات الأساسية الأخرى.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى