البرازيل تأمر “ميتا” بتعليق استخدام بيانات المستخدمين وتحقيق قضائي إسباني ضدها
المؤشر 10-07-2024 أمرت هيئة ناظمة برازيلية مجموعة “ميتا”، الشركة الأم لمنصة “فيسبوك” و”إنستغرام”، بتعليق استخدام البيانات الشخصية لمستخدمي منصاتها لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، في قرار وصفته الشركة الأميركية العملاقة بأنه “انتكاسة”.
وجرى الإعلان عن هذا القرار من الهيئة الوطنية لحماية البيانات، التي حذّرت من أنّ غرامة قدرها 50 ألف ريال برازيلي (8800 دولار) ستُفرض يومياً على “ميتا” إذا لم تمتثل لهذا “الإجراء الوقائي”.
وتُعدّ البرازيل سوقاً رئيسية للمجموعة. ففي أكبر دولة في أميركا اللاتينية، يوجد حوالى 109 ملايين شخص لديهم حساب نشط على “فيسبوك”، و113 مليوناً على “إنستغرام”، وفق شركة تحليل السوق “ستاتيستا” Statista.
وتطالب الهيئة الوطنية لحماية البيانات “بالتعليق الفوري في البرازيل” لجوانب من “سياسة السرية الجديدة للشركة في ما يتعلق باستخدام البيانات الشخصية لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي”، بحسب نص، نُشر الثلاثاء الماضي في الجريدة الرسمية
وتعتبر الهيئة التنظيمية البرازيلية أنّ الشروط الجديدة لسياسة الخصوصية الخاصة بشركة “ميتا”، والتي دخلت حيز التنفيذ في 26 حزيران/يونيو الماضي، تمثل “خطراً وشيكاً بحدوث ضرر جسيم وغير قابل للإصلاح أو يصعب إصلاحه للحقوق الأساسية” لمستخدمي منصاتها.
كما انتقدت الهيئة “عدم وجود معلومات كافية”، عن “العواقب المحتملة” لاستخدام البيانات الشخصية لتطوير الذكاء الاصطناعي.
وقال ناطق باسم “ميتا” في بيان أرسل إلى وكالة (فرانس برس): “نشعر بخيبة أمل إزاء قرار السلطات البرازيلية”.
وتوضح الشركة الأميركية أنها ليست الوحيدة التي تنفّذ مثل هذه الممارسات، قائلةً إنها “أكثر شفافية من جهات أخرى كثيرة في هذا القطاع استخدمت المحتوى العام لتدريب نماذجها ومنتجاتها”.
وأضافت “ميتا”: “هذه انتكاسة للابتكار والقدرة التنافسية في تطوير الذكاء الاصطناعي، كما أنها تؤخر وصول فوائد الذكاء الاصطناعي إلى المستخدمين في البرازيل”.
وقد أثار استخدام البيانات الشخصية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة “ميتا” انتقادات قوية بالفعل في بلدان أخرى.
وقررت المجموعة الأميركية العملاقة في منتصف حزيران/يونيو الماضي، تعليق تطبيق سياسة السرية الجديدة التي تنتهجها في الاتحاد الأوروبي، بعد استهدافها بشكاوى في 11 دولة أوروبية.
تحقيق قضائي إسباني بشأن “ميتا” على خلفية الذكاء الاصطناعي
وفي السياق نفسه، أعلنت النيابة العامة الإسبانية، أمس الخميس، فتح تحقيق بشأن “ميتا”، لتحديد ما إذا كان استخدامها البيانات في برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تطورها ينتهك حماية البيانات.
وأعلن مكتب المدعي العام للمحكمة الوطنية في بيان أنه اتخذ هذا القرار بسبب تلقي مستخدمي “فيسبوك” و”إنستغرام”، و”بصورة مكثفة” رسائل “تحذرهم من أنّ المعلومات التي تتم مشاركتها في منتجاتهم وخدماتهم ستستخدمها ميتا لتطوير وتحسين برامجها للذكاء الاصطناعي”.
وأكدت النيابة العامة حرصها على دور القضاء في “الدفاع عن الحق الأساسي للمواطنين في حماية البيانات الشخصية”.
وأضافت النيابة الإسبانية في البيان أنها “ستطلب من وكالة حماية البيانات الإسبانية تقريراً عن إجراءات التحقيق الإداري المحتملة ضد مجموعة ميتا”.
وكانت “ميتا” أعلنت في منتصف حزيران/يونيو الماضي أنها ستعلّق استخدام بيانات المستخدمين لتطوير نشاطها في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي في الاتحاد الأوروبي، بعد تلقيها شكاوى في إحدى عشرة دولة أوروبية.
كذلك، أثارت سياسة “ميتا” الجديدة هذه ردود فعل قوية في أجزاء أخرى من العالم