السياسة

محلل عسكري إسرائيلي تل أبيب عالقة على 3 جبهات

المؤشر 08-06-2024    أعرب محلل عسكري إسرائيلي عن اعتقاده أن تل أبيب متجهة نحو ما وصفه بفشل ذريع متعدد الأبعاد، وأنها على المستوى الإستراتيجي “عالقة في جميع الجبهات، غزةولبنان، ودوليا”.

وقال المحلل بصحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل، في تحليل نشره الجمعة، إنه مع دخول الحرب على غزة شهرها التاسع، فإنه من الصعب الإعلان عن وجود أخبار جيدة في الأفق.

وأضاف أن “سلسلة من المناقشات أجريت الأسابيع القليلة الماضية مع شخصيات رفيعة المستوى في مؤسسة الدفاع تشير بشكل متزايد إلى أن إسرائيل تتجه نحو فشل ذريع متعدد الأبعاد”.

وقال المحلل إنه إستراتيجيا، “نحن عالقون في جميع الجبهات، أكبرها وأهمها جبهة حزب الله في لبنان المهددة بالتحول إلى حريق هائل، إذا حدثت، ستلقي بظلالها على كل ما حدث قبلها”.

ومنذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشهد الحدود اللبنانية قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي من جهة وحزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان من جهة أخرى، مما خلّف قتلى وجرحى على طرفي الحدود.

إلا أن ذلك القصف المتبادل رغم تصاعده لم يصل حتى الآن لمرحلة الحرب المفتوحة رغم وعيد إسرائيل المتكرر.

جبهة غزة

وقال هارئيل إنه بالنسبة للحال في غزة، فإن إسرائيل لا تنجح في ترجمة ما وصفه بالتراكم الكبير من الإنجازات التكتيكية إلى نصر إستراتيجي.

وأوضح أن “النشاط العسكري في قطاع غزة الذي يتركز الآن في رفح ومخيمات اللاجئين في الوسط، يفرض ثمنا باهظا على حماس، لكنه لا يحقق النصر في الحرب في المستقبل المنظور”، ووصف الوضع في غزة بالأكثر تعقيدا.

وحول صفقة تبادل أسرى، قال: “يبدو أن المحادثات حول صفقة المحتجزين مع حماسدخلت أزمة جديدة، بعد أن بدا للحظة أن خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن قد يخرجنا من المستنقع”.

وأعرب عن اعتقاده أنه “في ظل الظروف، يبدو أن الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله هو السعي قدر الإمكان إلى صفقة الاسرى، حتى على حساب وقف الحرب”.

جبهة لبنان

في السياق، حذر هارئيل من تبعات الحرب مع حزب الله في لبنان، وقال: “يبدو أن الجمهور لم يدرك بعد الفرق من حيث الضرر الذي يمكن أن تسببه صواريخ حزب الله مقارنة بصواريخ حماس”.

وأضاف أن عدد الصواريخ التي أطلقتها حماس في اليوم الأول من الحرب كان 5 آلاف، وهو عدد من الممكن أن يكرره حزب الله كل يوم لمدة شهر، والعديد من هذه الصواريخ أثقل، ولها مدى أطول وأكثر دقة أيضا

وأردف هارئيل: “خلافا للانطباع الذي خلقته بعض التقارير الأخيرة، من الصعب القول إن القيادة الإسرائيلية متحمسة لحرب في الشمال. ومع ذلك، فإن الخطر قائم في أن يؤدي العرض المفرط لقدرات الجيش الإسرائيلي إلى عكس النتيجة المرجوة، ويجعل الحرب الشاملة أكثر احتمالا”.

على المستوى الدولي

ورجح المحلل الإسرائيلي أن “تجد تل أبيب نفسها في حرب بلا شرعية دولية التي تلاشت بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول عندما اتضحت أبعاد الدمار والقتل في غزة، وكذلك بدون دعم أميركي قوي وفي ظل جيش منهك يكافح من أجل الحفاظ على إمدادات منتظمة من الذخائر وقطع الغيار”.

وفسر الأسباب التي دفعت الجيش الإسرائيلي إلى استخدام تعبير “هجمات دقيقة” في بياناته الأخيرة. وقال: “أضيفت مؤخرا فقرة تفصيلية إلى البيانات العسكرية الرسمية حول مثل هذه الهجمات، تقول إن العمليات تمت بأقصى قدر من الحذر، ووفقا لقوانين الحرب الدولية”.

وأضاف: “إن ظلال المحكمة الجنائية الدوليةفي لاهاي تلوح بالفعل في أفق الأحداث، وفي بعض المناقشات الأخيرة التي أجرتها الحكومة ومؤسسة الدفاع، ذهل المشاركون عندما اكتشفوا أن أوامر الاعتقال الدولية يمكن أيضا إصدارها سرا”.

وتابع: “من الناحية النظرية، يمكن لضابط عسكري كبير أو وزير أن يزور دولة أجنبية ويجد نفسه مشتبها به ومطلوبا عند هبوطه في تلك الدولة”.

ونهاية ديسمبر/كانون الأول 2023، رفعت جنوب أفريقيا دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية على أساس أنها انتهكت اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع الإبادة الجماعية.

ولاحقا، تقدمت عدة دول بطلبات الانضمام إلى القضية، بينها فلسطين وتركيا وليبيا ونيكاراغوا وكولومبيا والمكسيك وإسبانيا.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تشن إسرائيل حربا على غزة، خلّفت أكثر من 120 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل حربها رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.

كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير جيشها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى