رياضة

عزل إسرائيل من الرياضة.. اليوم وليس غداً

المؤشر 01-06-2024   لطالما تغنّت الرياضات العالمية بالروح النبيلة والقيم والمبادئ والنزاهة. اليوم، وبعد مرور أكثر من 8 أشهر، وجدت نفسها مجبرة على مواجهة الحقيقة المرّة: عزل كيان محتلّ أقلّ ما يمكن قوله عنه إنه لا يقيم وزناً لحقوق الإنسان وجرائم الحرب، ضارباً بعرض الحائط جميع قوانين المجتمع الدولي، أصبح ضرورة ملحة.

التواطؤ والنفاق من قبل الدول والمنظمات الرياضية في التغاضي عن هذه الجرائم يضع مصداقية الرياضة العالمية على المحك. فإلى متى سيستمر الجسم الرياضي العالمي في التغاضي عن صرخات غزة.

طالب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، في مطلع شهر أيار/مايو الجاري، خلال نقاش الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال الكونغرس الـ74 لاتحاداته، في العاصمة التايلاندية بانكوك، بتعليق عضوية الاحتلال الإسرائيلي “فوراً” في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهذا الطلب لاقى دعماً كبيراً.

وطالب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، جبريل الرجوب، “الفيفا” بتحرّك فوري وصارم ضدّ “إسرائيل” كما فعلت في حروب سابقة، من خلال تعيين لجنة من “الفيفا” لوضع عقوبات على “الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم”.

هذه المطالب تأتي في ظلّ استمرار الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والرياضة الفلسطينية، حيث قال الرجوب “على الرياضة أن تكون وسيلة لتحقيق العدالة ومنع استغلالها للتغطية على الجرائم”.

وتضمّن مشروع القرار الفلسطيني نقطتين أساسيتين: الأولى تنصّ على توفير كلّ الظروف الإيجابية والقدرات للاتحاد الفلسطيني للعمل على تطوير الرياضة ونشرها في كلّ أراضي دولة فلسطين؛ الضفة الغربية وشرقي القدس وقطاع غزة، وضمان حقّ الفلسطينيين في تطوير الرياضة وفق القوانين والأنظمة واللوائح في الفيفا.

والنقطة الثانية تتناول الجرائم التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضدّ الشعب الفلسطيني، والتي طالت أيضاً الكوادر الرياضية، مما يعزّز ضرورة اتخاذ موقف حازم وعادل ضد هذه الانتهاكات المستمرة بحسب الرجوب.

ومع ذلك، أبدى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” جياني إنفانتينو، في بانكوك، موقفاً بإعلانه عن عقد اجتماع استثنائي لمجلسه قبل 20 تموز/يوليو المقبل “للتحليل واتخاذ قرارات” بشأن طلب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بتعليق عضوية “الاتحاد الإسرائيلي” بشكل فوري، وبدلاً من اتخاذ موقف حازم وفوري، أكد إنفانتينو أن القرار في هذا الشأن متروك للمجلس، وأعلن عن إنشاء لجنة استشارية خارجية لدراسة المقترحات التي قدّمها الاتحاد الفلسطيني.

هذه الخطوة التي تقف في وجه تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني من بوابة الرياضة، تطرح تساؤلات حول جدية “الفيفا” في مواجهة الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحقّ الفلسطينيين، مما يتيح الفرصة للمماطلة بدلاً من اتخاذ إجراءات فورية.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى