أتالانتا وغاسبيريني.. أبطال في أوروبا بين الأسطورة والحقيقة
المؤشر 25-05-2024 فتحت العاصمة الآيرلندية دبلن ذراعيها لنهائي الدوري الأوروبي. انتظر كثر تتويج الإسباني تشابي ألونسو مع باير ليفركوزن، وخصوصاً أن الفريق لم يخسر طوال الموسم، وحقق لقباً ذهبياً في الدوري الألماني، لكن أحلام ألونسو ولاعبيه اصطدمت بفريق عنيد، كان اسمه متداولاً فوق الورق. اسمه أتالانتا، ويقوده واحد من “ذئاب” التدريب في إيطاليا، جيان بييرو غاسبيريني.
العاطفة انتظرت ثلاثية لباير ليفركوزن، في الدوري والكأس واللقب الأوروبي، لكن أتالانتا، القادم من بيرغامو، رفض ذلك، وقرر أن يحصد لقباً أولَ له يخوله أن يقول إنه دخل عالم الكبار. فالفريق الإيطالي لم يحصد سوى لقب في كأس إيطاليا، وخمسة ألقاب في دوري الدرجة الثانية (السيري ب).
اسم أتالانتا، الأسطورة الإغريقية التي تحدثت عن فتاة قوية وسريعة، تحول في الواقع إلى فريق حقيقي سريع التطور والتقدم، خرج بقيادة “المستر” غاسبيريني من العدم إلى أضواء المجد.
طريق أتالانتا إلى النهائي كان على الورق أصعب من ذلك الذي خاضه باير ليفركوزن. في الدور الثاني، دور الـ16، أخرج بطل البرتغال في الموسم الحالي، سبورتينغ لشبونة. في دور الثمانية اكتسح ليفربول في ملعبه “أنفيلد” بثلاثية نظيفة. حينها، كان ليفربول متصدراً لـ”البريميرليغ”.
في نصف النهائي، اكتسح مارسيليا أيضاً. وفي النهائي، بثلاثية النجيري أديمولا لوكمان، لم يسمح لباير ليفركوزن بأن يظهر في هيأته الخارقة، ليقول: نحن أحفاد أتالانتا “الأسطورة”، وأولاد بيرغامو في الحاضر، جئنا نقدم درساً في كرة القدم. وأنهى سلسلة من 51 مباراة متتالية من دون خسارة للفريق الألماني، شكلت حافزاً لكتيبة ألونسو، لكن السؤال الحقيقة: ماذا بعد الخسارة يا تشابي؟
في عام 2016، انضم غاسبيريني إلى أتالانتا المهدد بالهبوط، وبقيا معاً في “السيري آ”. في عام 2017 تأهل الفريق لبطولة أوروبية، للمرة الأولى منذ 26 عاماً. في عام 2019، تأهل أتالانتا للمرة الأولى في تاريخه لدوري أبطال أوروبا. وفي عام 2021، احتل أتالانتا المركز الثالث في الدوري للمرة الثالثة على التوالي، وفي العام الجاري، وقف أتالانتا على أعتاب المجد محققاً لقب أوروبياً تاريخياً.
قال غاسبيريني بعد المباراة إن “الأمر لا يرتبط فقط بأننا حققنا الفوز، لكن كيف حققنا الفوز. تفوقنا على ليفربول عندما كان متصدراً للدوري، وعلى سبورتينغ البرتغالي، والآن على باير ليفركوزن. هذا فخر لنا”.
هذه البطولة ليست أي بطولة لـ”المستر غاسب”. جان بييرو، البالغ من العمر 66 عاماً، يُدرب منذ عام 1993.
الرجل انتظر حتى مباراته الـ820، بعد 31 عاماً، ليحقق أول لقب في مسيرته التدريبية أمام باير ليفركوزن “الخارق” مع تشابي ألونسو، وليس لقباً عادياً، بل حقق لقباً أوروبياً.
وبهذا اللقب، اقترب أتالانتا، بقيادة غاسبيريني، من منح 6 مقاعد أوروبية للأندية الإيطالية في دوري أبطال أوروبا، البطولة القارية الأولى.
عاشت مع الدببة وهزمت الرجال. سُميت أتالانتا. أسطورة يونانية استمد منها النادي الإيطالي اسمه. لكن، ما قصة أتالانتا الإغريقية التي ألهمت مؤسسي نادي أتالانتا اختيار هذا الاسم.
بحسب الموسوعة البريطانية، تقول الأسطورة إن أيازوس ملك منطقة آركاديا (وسط اليونان) تزوج بامرأة تدعى كلوميني، وكان هذا الملك يرغب فقط في إنجاب الذكور، لكن عندما وُلدت زوجته الفتاة أتالانتا ألقاها من على إحدى قمم الجبال لتموت.
لكن قدرها كان أن تبقى في قيد الحياة، فجاءتها “أرتيميس”، وهي أنثى دب، لتقوم بإرضاعها. وهكذا عاشت أتالانتا طفولتها برعاية الدببة حتى وجدتها مجموعة من الصيادين ودربتها لتكون صيادة.
أتالانتا ترفض الزواج.. وهذا شرطها
بحسب الأسطورة، كانت أتالانتا صيادة ماهرة، لكنها أيضاً كانت سريعة في الجري، وقوتها البدنية خولتها منافسة الرجال. وهناك لوحات وثقت ذلك، مثل اللوحة التي ظهرت فيها وهي تصارع المقاتل “الأسطوري” بيليس، وتتغلب عليه خلال الألعاب الأولمبية القديمة.
لكن أتالانتا رفضت الزواج، فاشترطت على مَن يريد أن يتزوج بها أن يسابقها في الركض، فإن هزمها تتزوجه، وإن هزمته فسيتم إعدامه.
فحاول كثر من الرجال هزيمتها في سباق الركض من أجل الزواج بها، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، فكان مصيرهم الموت.
جاء أخيراً ابن عمها هيبومينيز، فكلم إلهة الحب والجمال لتساعده على الزواج بها، فمنحته 3 تفاحات ذهبية ليرميها في أثناء السباق.
وفعلاً، قام هيبومينيز بذلك وألقى التفاحات الذهبية الثلاث أمام أتالانتا، التي انحنت لالتقاطها، الأمر الذي أدى إلى خسارتها السباق، وزواجها بهيبومينيز في النهاية.