الإعلام الإسرائيلي

إعلام إسرائيلي إسرئيل لم تبلور مقاربة للتعامل مع تهديد الطائرات المسيّرة لحزب الله

المؤشر 18-05-2024   تحدّث موقع “ماكو” الإسرائيلي، عن سلاح المسيّرات لدى حزب الله، الذي دخل بشكل مكثّف في العمليات ضد أهداف “جيش” الاحتلال الإسرائيلي المتنوّعة، شمالي فلسطين المحتلة، بعد أكثر من 7 أشهر من التصعيد.

وأكد الموقع أنّ مسيّرات حزب الله، وبمواصفاتها، تنجح في تجاوز الحدود من دون أن يتم اعتراضها، وتحلّق حتى “لحظة تحطّمها على الهدف”.

وتطرّق الموقع إلى دور المسيّرات الاستخبارية التي” ساعدت حزب الله على تحديد مئات الأهداف والإحداثيات للتشكيل الصاروخي والطائرات الانتحارية المسيّرة”.

وأشار الموقع إلى أنّ “القلق الأكبر هو احتمال أن يطلق أسراباً من الطائرات المسيّرة”، معترفاً بـأنّ “المؤسسة الأمنية والجيش الإسرائيلي لم يبلورا مقاربة شاملة للتعامل مع تهديد الطائرات المسيّرة”.

تهديد جديد في قطاع الطائرات المسيّرة التابع لحزب الله! يدّعي حزب الله أن الطائرة المسيّرة التي أُطلقت، يوم الخميس الماضي، كانت تحمل صاروخين من نوع S5. أطلقت الطائرة المسيّرة الصاروخين على مركبة ثم انفجرت على الهدف. إنها صواريخ يبلغ مداها 3-4 كم وطولها 1.4 متر وتزن نحو 5 كغ. بعد أكثر من 7 أشهر من الحرب، حزب الله يقدّم قدرات جديدة في مواجهة “الجيش” الإسرائيلي، الذي يجد صعوبة في التعامل مع التهديد.

ثلاثة جنود إسرائيليين أُصيبوا في الحادث، أحدهم في حالة خطيرة والآخران بجروح طفيفة. إلى جانب تهديد القذائف الصاروخية والمضادة للدروع، يزيد حزب الله من استخدام الطائرات المسيّرة الانتحارية، التي تنجح في اختراق الحدود وتتسبّب في وقوع إصابات وأضرار. يشير التقدير إلى أن حزب الله لديه عدة آلاف من الطائرات المسيّرة.

حقيقة أن حزب الله لديه طائرات مسيّرة انتحارية أو هجومية أو لجمع معلومات استخبارية ليست جديدة. لقد استخدمها في حرب لبنان الثانية وفي السنوات التي تلت.

كان من أبرز الحوادث اعتراض الطائرات المسيّرة التي كانت في طريقها إلى منصة الغاز في تموز/يوليو 2022. حتى ذلك الحين، كشف موقع “ماكو” عن تعقيد وصعوبة مثل هذا الاعتراض. كما ذكرنا في ذلك الوقت، فشلت طائرات F-35I Adir التي تم إطلاقها للاعتراض في إسقاط الطائرات الصغيرة، التي أسقطتها في النهاية طائرة F-16 من سرب الغور، والتي واجهت هي الأخرى صعوبة في إسقاط أحد الأهداف، وأسقطته سفينة صواريخ تابعة للبحرية.

يطلق حزب الله الطائرات المسيّرة من مسافات قصيرة جداً (باستثناء ضرب الموقع الحساس بالقرب من تقاطع غولاني، والذي لا يزال قيد التحقيق)، ومسار تحليقها المنخفض وصغر حجمها يجعل من الصعب جداً رصدها وإسقاطها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي

تمّ الكشف أكثر من مرة عن أن الطائرات المسيّرة التي اخترقت “إسرائيل” لم يتمّ اكتشافها حتى من قبل نظام المراقبة، والذين عثروا عليها في النهاية كانوا إسرائيليين. ومن المفترض أن يتمّ اعتراض طائرات حزب الله المسيّرة من قبل نظام الدفاع متعدد الطبقات التابع لـ “الجيش” الإسرائيلي، والذي يتضمّن مزيجاً من بطاريات القبة الحديدية وطائرات مقاتلة ومروحيات. حتى في حالة الطائرات المقاتلة المزوّدة بصواريخ جو-جو متقدّمة، يصعب إجراء هذا الاعتراض بسبب الارتفاع المنخفض والسرعة البطيئة وصغر حجم الطائرة المسيّرة.

التقديرات، وبينها تقدير معهد “علما”، هو أن حزب الله لديه أكثر من 2000 طائرة مسيّرة من أنواع مختلفة، البعض منها يمكن أن يصنعها بنفسه. الكثير من هذه الوسائل الإيرانية تمّ نقلها إلى حزب الله على مدى سنوات طويلة، على الرغم من حقيقة أن “إسرائيل” حاولت منع عمليات النقل هذه عن طريق هجمات المعركة بين الحروب في سوريا.

كما يلحظون في “إسرائيل” المساعدة الإيرانية في تشغيل الطائرات المسيّرة التابعة لحزب الله. أيضاً خضع عناصر حزب الله لتدريب في إيران، والتي حرصت أيضاً على أن تنقل إليهم الدروس المستفادة من القتال الروسي في أوكرانيا بالوسائل الإيرانية.

تهديد الطائرات المسيّرة من الشمال ليس جديداً. ففي تشرين الأول/أكتوبر 2022، قال نيكولاس هيراس، مدير الاستراتيجية والابتكار في معهد “نيولاينز” في واشنطن، إن “حزب الله سينشر طائرات مسيّرة ومحلّقات ضد الجيش الإسرائيلي ويستخدمها على غرار ما يفعله الروس في أوكرانيا”، بالضبط ما نراه في الحرب في الشمال.

تشغيل الطائرات الإيرانية المسيّرة بسيط نسبياً. إنها مركبات صغيرة وغير معقّدة للطيران. معظمها لديها نظام تحديد المواقع ونظام التوجيه بالقصور الذاتي، مما يعني أن فريق المشغّلين يغذي الطائرة بإحداثية ثم يطلقها نحو “إسرائيل”. من هنا تشقّ الطائرة طريقها بشكل مستقل حتى لحظة تحطّمها على الهدف. تحتوي بعض طائرات حزب الله المسيّرة على كاميرا كهروبصرية تبثّ إلى محطة أرضية في الوقت الفعلي.

الطائرة الرئيسية التي استخدمها حزب الله في هجماته ضد “إسرائيل” هي “مرصاد”. إنها نسخة من طائرة “أبابيل” الإيرانية، وهي طائرة صغيرة برأس حربي يتراوح وزنه بين 20 و40 كغ وتصل سرعتها إلى نحو 200 كلم في الساعة، يستخدم حزب الله “أبابيل” منذ سنة 2004 على الأقل واستخدمها أيضاً في حرب لبنان الثانية، ومنذ ذلك الحين، تمكّنت إيران من نقل عدة مئات من هذه الوسائل إلى لبنان وفقاً للتقديرات، معظمها من نوع “أبابيل تي” التي تنتحر على هدفها.

ولدى حزب الله نوع آخر من الطائرات المسيّرة، “أيوب”، وهو الاسم الذي أطلقه حزب الله على الطائرة الإيرانية الصنع “شاهد-129”. يبلغ طولها 8 أمتار ويبلغ باع جناحيها 16 متراً. تستخدم هذه الطائرة لجمع المعلومات الاستخبارية والهجوم باستخدام صواريخ صغيرة تحت الجناح، وطائرة “ياسر”، المعروفة أيضاً باسم “صياد-2″، هي طائرة إيرانية أخرى إيرانية الصنع يستخدمها حزب الله بشكل أساسي لجمع المعلومات الاستخبارية.

معظم الإشارة هي إلى طائرات حزب الله الانتحارية المسيّرة، لكن حتى تلك التي تهدف إلى جمع المعلومات الاستخبارية والمراقبة تعتبر تهديداً إلى جانب الطائرات المسيّرة. قبل الحرب وأثناءها، ساعدت هذه الوسائل حزب الله على تحديد مئات الأهداف وتحديد إحداثيات للتشكيل الصاروخي لحزب الله والطائرات الانتحارية المسيّرة. لقد رأينا نتائج عملية الجمع في الأشهر الأخيرة، عندما نجح حزب الله في ضرب الكثير من الأهداف، بما في ذلك تلك التي أُنشئت خلال الحرب.

ولدى حزب الله طائرات مسيّرة أخرى أصغر حجماً، معظمها صينية، يمكن شراؤها بمبلغ صغير جداً على مواقع إلكترونية مختلفة. ومن غير الواضح كم اشترى حزب الله منها، وتشير التقديرات إلى أنه ركّب على غير قليل منها رؤوساً حربية صغيرة. وصعب أكثر اكتشاف هذه الوسائل، وقد تم العثور على بعضها متناثراً في جميع أنواع الحقول والمواقع في “إسرائيل” بعد أن اخترقتها من دون أن يتم اكتشافها.

إنها ليست طائرات متطورة بشكل خاص، ومع ذلك، فإن كونها صغيرة وبطيئة يشكّل تحدياً لنظام الكشف و”الدفاع” الإسرائيلي، كما يتضح من الحالات التي تمكّنت فيها هذه الطائرات من الاختراق والضرب، قبل الحرب وأثناءها.

واليوم، يطلق حزب الله عدة طائرات مسيّرة يومياً، والقلق الأكبر هو احتمال أن يطلق أسراباً من الطائرات المسيّرة على حين غرة، على غرار وابل الصواريخ. وعلى عكس ليلة الصواريخ الإيرانية، فإن مثل هذه الحالة ستكون أكثر صعوبة بسبب الكمية والطيران المنخفض والمدى القصير الذي يؤثر على مدة الكشف والإنذار.

تدّعي المؤسسة الأمنية والعسكرية أنها استعدّت لمثل هذه السيناريوهات. ومع ذلك، في ضوء الصعوبات الإسرائيلية، كما يرى الجميع، يجب أن نستعد لاحتمال أنه في مثل هذه الحوادث سيكون هناك عدد غير قليل من الطائرات الانتحارية المسيّرة التي ستنجح في اختراق سور الدفاع الإسرائيلي.

على الرغم من حقيقة أنه تهديد معروف لـ “إسرائيل” منذ نحو 20 عاماً، وأكثر من ذلك في السنوات الأخيرة، يبدو أن المؤسسة الأمنية و”الجيش” الإسرائيلي لم يبلورا مقاربة شاملة للتعامل مع تهديد الطائرات المسيّرة يتجاوز الردّ التكتيكي الذي لا يعتبر كافياً.

تُظهر قدرات حزب الله أن “إسرائيل” بحاجة إلى التفكير في تحسين ردّها من خلال مزيج من نُظم الاستخبارات والدفاع والهجوم، ولا يقل أهمية، إعداد الجبهة الداخلية من حيث الحماية والوعي، بالنظر إلى كل ما يحدث في الحرب، وفوق ذلك بعد أوكرانيا، يمكن الافتراض أنه تهديد سوف ينمو أكثر فأكثر.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى