الدولار يصعد أمام الشيكل

الدولار يصعد أمام الشيكل

المؤشر 08-04-2025   في ظل الانخفاضات الحادة التي تشهدها وول ستريت، عاد الدولار ليصعد أمام الشيكل، مقتربًا من أعلى مستوياته خلال خمسة أشهر. هذا الارتفاع يعيد إلى الواجهة التساؤل الجوهري: هل نحن على أعتاب تجاوز حاجز 4 شواقل للدولار؟

رغم أن سعر الصرف لا يزال دون هذا المستوى، إذ استقر اليوم عند نحو 3.77 شيكل للدولار، إلا أن المخاوف تتزايد من أن يؤدي استمرار الانهيار في الأسواق الأمريكية إلى "كرة ثلج" تضرب سوق الصرف الأجنبي في إسرائيل، خاصة مع انكشاف نحو ثلث الأصول المؤسسية للعملات الأجنبية، وعلى رأسها الدولار.

انهيار وول ستريت... ونقطة الانعطاف

بحسب تحليل شموئيل بيرغر، خبير إدارة المخاطر المالية، فإن انخفاضًا بنسبة 10% أو أكثر في الأسواق الأمريكية كفيل بإطلاق موجة هائلة من طلبات شراء الدولار من قبل المستثمرين المؤسسيين، الذين سيضطرون إلى إعادة موازنة محافظهم الاستثمارية. ويُقدّر بيرغر أن هذا الطلب قد يصل إلى عشرات المليارات من الدولارات يوميًا، مما قد يرفع سعر الدولار إلى 4 شواقل بل وربما يتجاوزه إلى 5 شواقل، إذا لم يتدخل بنك إسرائيل.

المؤسسات مستعدة... ولكن إلى متى؟

مصادر في السوق تقلل من احتمالات هذا السيناريو، وتؤكد أن الجهات المؤسسية مستعدة لانخفاضات تصل إلى 25% في وول ستريت، وتمتلك احتياطيات كافية من الدولار لامتصاص الصدمة دون الدخول في أزمة سيولة. ومع ذلك، تُقر هذه المصادر بأن تجاوز انخفاض 50% قد يُجبر بنك إسرائيل على التدخل.

تجربة الماضي وتحديات الحاضر

سابقًا، وفي أزمات مثل 2008 و2020، تدخل بنك إسرائيل لتهدئة التقلبات في سعر الصرف، ونجح في منع انهيار الشيكل. ولكن الاستخدام المفرط لأدوات البنك المركزي قد يؤدي إلى تقويض ثقة المستثمرين الأجانب، لذا فإن التدخل يبقى خيارًا حساسًا لا يُستخدم إلا في حالات الضرورة القصوى.

الرابحون من ضعف الشيكل

في المقابل، هناك من يستفيد من تراجع العملة المحلية. المستثمرون في الأسواق الأمريكية، على سبيل المثال، يرون في ضعف الشيكل تعويضًا جزئيًا عن تراجع أصولهم بالدولار. كما يستفيد المصدرون وشركات التكنولوجيا التي تُقبض بالدولار وتدفع بالشيكل، مما يخلق فجوة ربحية لصالحهم.

هل سيصل الدولار إلى 4 شواقل؟

الإجابة ليست واضحة بعد، لكنها تعتمد على استمرارية انهيار الأسواق الأمريكية واستجابة الجهات التنظيمية في إسرائيل. وفي حين أن التقديرات الحالية تستبعد الوصول إلى هذا الحاجز في المدى القريب، إلا أن السيناريو يظل مطروحًا، وسط مناخ اقتصادي عالمي متقلب وحساسية متزايدة في سوق العملات.